-

تعريف أبي القاسم الشابي

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

حياة أبي القاسم الشابيّ

ولد أبو القاسم الشابي في نهار يوم الأربعاء في الرابع والعشرين من شهر شباط لعام 1909م، في بلدة توزر التونسية، وهو ابن القاضي الشيخ محمد الشابي، والذي تولّى القضاء في شتّى أنحاء تونس بعيداً عن العاصمة لما يزيد عن 19 عاماً حتّى وفاته في عام 1929م، ونتيجة لذلك استمر أبو القاسم الشابي في التنقّل مع والده أثناء فترة توليه القضاء ولم ينشأ في مسقط رأسه توزر، ورغم أنّ الترحال المستمر مع والده حرمه الاستقرار في منزل واحد أو مدرسة واحدة، لكّنه أتاح له الاحتكاك والتعرّف على مختلف العادات والتقاليد واللهجات التونسية، والتعرّف على البيئات والمدن المختلفة، مما أكسبه خيالاً واسعاً، وذاكرة ذاخرة بالعديد من صور البيئة التونسية المتنوّعة؛ مما عمّق تجربته الشعرية وأثراها، وأكسبه تجربة إنسانية فريدة.[1]

تعليم أبي القاسم الشابيّ

وضع الشيخ محمد الشابي على عاتقه مسؤولية تعليم ابنه أبو القاسم في البيت حتّى بلوغه سنّ الخامسة، ثمّ أرسله إلى الكتّاب حتّى بلغ سنّ الثانية عشرة من عمره، وعندها أرسله والده للعاصمة ليلتحق بجامعة الزيتونة، واستطاع أن يؤمن له والده مسكناً بسيطاً في أحد بيوت الطلبة، ولم يندمج الشاعر مع الدروس التي كان يتلقّاها في الزيتونة من علوم الأدب واللغة والفقه، فلم يكن يجد فيها ما يميل له من آداب وعلوم عصرية، كما أنّ شيوخه لم يكونوا راضين عن فكر الشاعر وشعره المختلف عن أفكارهم وميولهم، لكنّ ذلك لم يمنعه من تكوين ثقافته الخاصة، واطّلاعه على التراث العربي، وروائع الأدب الحديث العربي منه والغربي، وأدب المهجر الذي حظي على اهتمام الشاعر بشكل خاص.[1]

زواج أبي القاسم الشابيّ

بعد أن أنهى تعليمه في جامعة الزيتونة التحق بكلية الحقوق التونسية من عام 1928م، وتزوّج خلال فترة دراسته الجامعية بناءً على رغبة وإصرار من والده، وقد تضاربت الآراء حول نجاح زواجه الذي أثمر عنه ابنين، فقد وقع الشاعر في حب فتاة بعد عام واحدٍ من زواجه، لكن شاءت الأقدار أن تموت تلك الفتاة باكراً وكان وقع ذلك عظيماً على الشاعر، وتلقّى الشاعر صدمة أخرى بوفاة والده وكانت صدمة هزّت أركانه وبدّلت أحواله وتحمّل بسبب وفاة والده أعباء ماليّة لم تمنعه من إتمام دراسته في كليّة الحقوق.[1]

مرض ووفاة أبي القاسم الشابيّ

توفّي الشاعر الشابّي في الثالث من شهر تشرين الثاني من عام 1934م نتيجةً لتطوّر مرضه في القلب؛ الذي لم تظهر أعراضه واضحةً إلّا في عام 1929م حيث يبدو أنّه كان حاملاً للمرض منذ طفولته، وأمضى هذه الفترة من حياته عليل القلب يحاول الاستشفاء والتخفيف من أعراض مرضه دون فائدة، فقد كان مهملاً لنصائح الأطباء في الاعتدال في حياته الفكرية والجسدية.[1]

أبو القاسم الشابي شاعراً

مثّل أبو القاسم الشابي حالة فريدة بعقريّته الشعرية، فالقارئ لشعره لا يكاد يصدّق أن ذلك الشعر صادرٌ من شاب لم يتجاوز عقده الثالث، فكان شعره مليء بالتجارب الحياتية المختلفة، بالإضافة لإحاطته بالأفكار الوجودية والفلسفية، حيث قلّ من الشعراء من استطاع أن يصل إلى تلك الدرجة من النضج الفنّي والشعري والفلسفي وهو في مثل سنّ الشابي.[2]

هناك عدّة عوامل أثرت على شعره وفكره، فكان لمرضه مثلاً أثراً كبيراً على شعره الذي خلق في شعره نظرة سوداوية تشاؤمية ناقمة على ما حوله، كما أنّ حال بلده تونس الواقع تحت الاستعمار في ذلك الوقت جعل في بعض أشعاره نكهة ثورية، وظلّت أشعاره تتردد على لسان الثوّار حتى يومنا هذا، بالإضافة لاطلاعه على الأدب العربي وأنواعه، وتأثره بالمذهب الرومنسي وأدب المهجر خاصة؛ فكان أحد روّاده.[2]

من شعر أبي القاسم الشابي

تعدّ قصيدة إرادة الحياة من أشهر قصائد أبو القاسم الشابي، وهذه بعض أبياتها:[3]

إذا الشـــعبُ يومًــا أراد الحيــاة

فــلا بــدّ أن يســتجيب القــدرْ

فــلا بــدّ أن يســتجيب القــدرْ

فــلا بــدّ أن يســتجيب القــدرْ

فــلا بــدّ أن يســتجيب القــدرْ

فــلا بــدّ أن يســتجيب القــدرْ

ولا بــــدَّ لليـــل أن ينجـــلي

ولا بــــدّ للقيـــد أن ينكســـرْ

ولا بــــدّ للقيـــد أن ينكســـرْ

ولا بــــدّ للقيـــد أن ينكســـرْ

ولا بــــدّ للقيـــد أن ينكســـرْ

ولا بــــدّ للقيـــد أن ينكســـرْ

ومــن لــم يعانقْـه شـوْقُ الحيـاة

تبخَّـــرَ فــي جوِّهــا واندثــرْ

تبخَّـــرَ فــي جوِّهــا واندثــرْ

تبخَّـــرَ فــي جوِّهــا واندثــرْ

تبخَّـــرَ فــي جوِّهــا واندثــرْ

تبخَّـــرَ فــي جوِّهــا واندثــرْ

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث مجيد طراد، ديوان أبي القاسم الشابي ورسائله، صفحة 9-14. بتصرّف.
  2. ^ أ ب آلاء داوود محمد ناجي، شعر أبي القاسم الشابي في ضوء نظرية التلقي ، صفحة 16,18,19,24. بتصرّف.
  3. ↑ "إرادة الحياة"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 14-5-2019. بتصرّف.