-

تعريف الصداقة في الإسلام

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

تعريف الصداقة في الإسلام

مفهوم وتعريف الصداقة في الإسلام تطرق إلى أمورٍ وجوانب كثيرة في تلك العلاقة السامية، فأصل مفهوم الصداقة من الصدق، وهو ذلك الخلق العظيم الذي حثت عليه الشريعة الإسلامية، ودعت المسلمين إلى الالتزام به، كما أن مفهوم الصداقة يأتي من قيم الوفاء والإخلاص وطول الصحبة، فالصديق تطول صحبته مع صديقه مع تقلب الظروف والأزمان.

مفهوم الصداقة في القرآن والسنة

وردت كلمة الصداقة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بمفاهيم ومصطلحات تترادف معها في المعنى، وهي مفهوم الخلّة أو الخلان، قال تعالى: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) [الزخرف: 67] ، كما ورد مفهوم الصداقة بمعنى الصحبة والجليس الصالح في الأحاديث النبوية ومنها حديث: (لا تُصاحبْ إلا مؤمنا، ولا يأكلْ طعامكَ إلا تَقِيّ) [حسن].

خصائص الصداقة في الإسلام

الصداقة في الإسلام ترتبط بالعقيدة والخلق القويم، فلا خير في الصديق والصاحب العاصي؛ لأنه يضر المسلم ولا ينفعه، وتكون صحبته فتنةً له في دينه ودنياه، لذلك حذر النبي الكريم من جليس السوء، وحث على ملازمة الجليس الصالح، قال عليه الصلاة والسلام: (إنَّما مثلُ الجليسِ الصَّالحِ والجليسِ السُّوءِ، كحاملِ المِسكِ ونافخِ الكيرِ. فحاملُ المسكِ، إمَّا أن يُحذِيَك، وإمَّا أن تَبتاعَ منه، وإمَّا أن تجِدَ منه ريحًا طيِّبةً. ونافخُ الكيرِ، إمَّا أن يحرِقَ ثيابَك، وإمَّا أن تجِدَ ريحًا خبيثةً) [صحيح مسلم].

ذُكر في القرآن الكريم لذلك الصنف من الأخلاء الذي يكون بينهم الصداقة والمحبة في الدنيا، ثم يكونون يوم الآخرة أعداء لبعضهم، حيث يتبرأ كل واحد من الآخر لأنهم لم يرتبطوا بصداقتهم برابطة الدين والعقيدة والقيم النبيلة، قال تعالى على لسان الكافرين: (يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا) [الفرقان: 28].

الإعانة على الطاعة

الصديق الصالح في الإسلام نعمةٌ من الله على عباده، ذلك أن الصديق الصالح يحث صاحبه على الخير، والالتزام بمنهج الله وشريعته، ولذلك توجب على المسلم أن ينظر ويتحرى عن الصديق الصالح الذي ينفعه في الدنيا والآخرة.

الصديق مرآة صديقه

الصديق في الإسلام هو مرآة صديقه، فإذا كان الرجل ملتزماً بشريعة ربه، وسنة نبيه، حريصاً على التحلي بالأخلاق الحسنة في تعامله مع الناس، وجدت صديقه يشابهه في تلك الصفات والأحوال، ذلك أن ما يجمع الخلان والأصدقاء من القواسم المشتركة يجعلهما يحملان بعضهما البعض على ما يقوي صداقتها دائماً من الالتزام بالمنهج والأسلوب الواحد في الحياة.