وُلِدَ الشاعر معروف الرّصافي في بغداد، حيث نشأ في الجهة الشرقية للمدينة في منطقة تعرف بالرُّصافة ونُسب إليها، فقد كان والده يُدعى عبد الغني بن عبد القادر بن محمود، حيث عمل في الحكومة العثمانية برتبة باش جاويش، وتعود أصول عائلته إلى عشيرة الجبارين، وهي عشيرة كردية سكنت في منطقة ما بين كركوك والسليمانية، حيث كان قومه يلبسون العمائم الخضراء دلالة ذلك أنَّهم من بني هاشم، أمَّا والدته فهي فطومة بنت جاسم الشيخ علي، وهي من عشيرة القراغول، وعُرِفَ عن والديه شدة تقواهم وإيمانهم، فكان والده كثير التعبد يقضي جميع أوقاته في الجامع بعد أن يعود من عمله.[1][2]
تلقَّى معروف الرّصافي تعليمه الابتدائي في الكتاتيب، ثمَّ انتقل بعدها إلى المدرسة الرشديَّة العسكرية، لكنه ترك المدرسة وراح يتتلمذ على يد محمود شكري الألوسي، فدرس عنه اللغة العربية وآدابها، إلى أن لازمه ثلاث عشرة سنة، وبعد ذلك اشتغل الرّصافي في مهنة التعليم، فقام بالتدريس في عدَّة مدارس ابتدائية إلى عام 1908م، ثمَّ سافر إلى الآستانة لتعليم اللغة العربية في المدرسة الملكية الشاهانية، بالإضافة إلى عمله في تحرير مجلة الإرشاد، وبعدها انتخب نائباً في مجلس المبعوثان العثماني، وكما عمل الرّصافي في مدرسة الواعظين مدرساً لفن الخطابة.[1]
وفي عام 1918م سافر إلى دمشق وبعدها إلى القدس للعمل في تدريس آداب اللغة العربية، إلى أن عاد إلى وطنه عام 1921م حيث عُيّن نائباً لرئيس لجنة الترجمة والتعريب، وأصدر بعدها جريدة الأمل التي لم تستمر طويلاً، ثمَّ شغل منصب مفتش في المعارف، ثمَّ عمل مدرساً للغة العربية في دار المعلمين، وبعدها رئيساً للجنة الاصطلاحات العلمية، وفي عام 1928م انتخب عضواً في مجلس النواب خمس مرات لمدّة ثماني سنوات.[1]
لمعروف الرّصافي الكثير من المؤلفات في الشعر والنثر، نذكر منها:[1]
الناظر في قصائد الرّصافي يلتمس الموهبة الشعرية التي امتلكها والتي جعلته من كبار شعراء هذا العصر، فهو شاعر الحكمة التي تظهر من خلال نزعاته الفلسفية وتحليلاته النفسية العميقة، والتي استطاع أن يعبر عنها بقوة في أشعاره، كما تجد الوصف في كل باب من أبواب شعره، فامتاز بدقة وصفه للأشياء، بينما العاطفة فكانت حاضرة دوماً في قصائده خاصة في شعره الاجتماعي والسياسي، فكان يعبِّر عن الإنسانية كلها، ويذكر قضايا شعبه وكل ما يخص الوطن والناس بكل ما يحمله من عاطفة صادقة، ونابعة من إنسانيته ووطنيته وحبه لبلاده وقومه وللشرق كله، كما أنَّ مشاهد الفقر والبؤس مبثوثة في كل قصائده في إطار مؤثر. كما تميز أسلوب الرّصافي بالتعبير الجزل والألفاظ العذبة السهلة.[3]
توفي الشاعر معروف الرصافي عام 1945م، في بيته في منطقة تسمى محلة السفينة بالأعظمية في العراق، وقد دفن في مقبرة الإمام الأعظم.[4]