-

تعريف الشاعر حافظ إبراهيم

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الشاعر حافظ إبراهيم

الشاعر محمد حافظ إبراهيم؛ هو شاعر مصري ولد في مصر وبالتحديد بمحافظة أسيوط على ظهر سفينة كانت ترسو على شاطئ نهر النيل في الرابع والعشرين من شهر شباط للعام 1872، وكان والده مصريّاً وأمه تركيّة، توفي في عام 1932 ودفن في مقبرة السيّدة نفيسة، ويعد من أشهر شعراء عصره، وله عدة ألقاب من أشهرها شاعر النيل وشاعر الشعب.[1]

توفي والد الشاعر حافظ إبراهيم وهو لا يزال صغيراً في الرابعة من عمره، فتكفّل برعايته خاله، اشتغل في فترة من حياته في المحاماة، وبعد ذلك دخل المدرسة الحربيّة، وتخرج منها برتبة ضابط ثم أُرسل إلى السودان للمشاركة في ثورة انتهت بالفشل، أُعفي على أثرها من وظيفته وأُحيل على المعاش، وبعد فترة قصيرة التحق بدار الكتب المصرية وشغل منصب رئيساً للقسم الأدبي فيها.[2]

يعتبر حافظ إبراهيم من عجائب عصره؛ لجزالة شعره وامتلاكه ذاكرة قويّة بقيت حاضرة معه حتى مماته؛ تقاوم السنين وتزخر بفنون الأدب ومئات الأبيات من الشعر،[1] وتأثر شعره بالأحداث التي جرت في زمانه وكان أبرزها الاحتلال الإنجليزي لبلاده، فجاء شعره سجلِاً لتلك الأحداث متّسماً بالوطنية والصدق، وبأسلوبٍ يتصف بالجزالة والقوة، ومن أهم الشعراء الذين عاصرهم: أحمد شوقي وخليل مطران.[2]

صفات الشاعر حافظ إبراهيم

تميّز الشاعر حافظ إبراهيم بصفات عدّة عُرف بها بين أقرانه، ومنها:[3]

  • الكرم والجود، وورد عنه الكثير من القصص التي تدل على كرمه؛ وكان أشهرها عندما طُلب منه ذات يوم أحد المحتاجين مالاً، وكان معه جنيهاً ذهبياً فوهبه إياه ولم يُبقِ لنفسه إلا القليل من القروش، من أجل أجرة المركبة التي تُقله إلى البيت.
  • خفّة الظلّ وحب الفكاهة وسرد النكت.
  • قوة الذاكرة وسرعة الحفظ؛ وقيل عنه أنه كان يسمع الشيخ يقرأ في بيت خاله سورة مريم أو سورة الكهف فيحفظ ما سمعه ويؤديه بالطريقة نفسها التي قرأ بها الشيخ.
  • الخوف من أبسط الأشياء والاعتقاد في أشياء غريبة، وقد ارتبط بهذه الصفة التردد وعدم الصراحة في إعلان رأيه؛ لحرصه على إرضاء جميع الأطراف وتجنب إغضاب أحد.
  • إفشاء أسرار أصدقائه.
  • مخالطة الناس على اختلاف طبقاتهم؛ فكان يخالط المثقفين والسياسيين، ولكنّه كان حريصاً أيضاً على علاقته بأصدقائه من عامة الناس.
  • سرعة التحول من حال إلى حال آخر؛ فكان سريع الغضب وسريع الرضا، وكان يملك لساناً سليطاً يهجو به أعدائه ومن يسيء إليه.

شعر حافظ إبراهيم

جسّد حافظ إبراهيم معاناة وآلام شعبه في قصائده، وبرزت الروح الوطنية جليّاً في مفردات شعره في الوقت الذي كانت بلاده تعيش تحت الاحتلال البريطاني، وما أوجده هذا الاحتلال من فوضى عارمة في الأخلاق، وكان لمخالطة حافظ إبراهيم للسياسيين والوطنيين وأصحاب الرأي الأثر الكبير في نفسه وفي شعره، ونتيجه لهذا التأثر ظهر شعره قويّاً ومؤثراً في نفوس الناس، وفي شحذ هممهم بدرجة تفوق أثر الخطب الرنانة التي كانت تلقى على مسامعهم؛ ولهذا استحق حافظ إبراهيم أن يكون شاعر الشعب والسياسة والوطنية أكثر من غيره من شعراء عصره.[4]

كان الشاعر حافظ إبراهيم يدعو في شعره إلى الإصلاح الاجتماعي واستنهاض البلدان العربية لمحاربة الجهل والتخلص من التخلف الذي نسب أسبابه إلى التقصير بتربية المرأة العربية التي كان يحثّ في شعره على ضرورة إعدادها لتقوم بدورها الهام في تربية الأجيال الواعية، ومن أبرز الأعمال الأدبيّة التي خلّفها بعد وفاته ديواناً من الشعر كان يحوي أشعاره التي نظمها بمختلف المواضيع الشعريّة القديمة، إضافة إلى الأغراض الشعرية التي استحدثت في عصر النهضة وما جرى في مصر وغيرها من البلدان العربية الأخرى من مناسبات اجتماعية وسياسية.[2]

ثقافة الشاعر حافظ إبراهيم

اقتصرت دراسة حافظ إبراهيم على الكتّاب، والمدرسة الإبتدائية، ودراسته الفنية بالمدرسة الحربية؛[5] ولهذا جاءت ثقافته محدودة، فعكف على قراءة الكتب الأدبيّة، ومنها: كتاب الأغاني لمؤلفه الأصفهاني، وكتاب الوسيلة الأدبيّة، وكتاب المكافأة وكتب للجاحظ وغير ذلك من كتب الأدب، وكان يطّلع أيضاً على دواوين الشعراء، ويختار أجودها، ويقوم بحفظها ويردد الكثير منها في المجالس الأدبيّة التي كانت تجمعه مع أدباء عصره ساعده على ذلك ذاكرته القويّة، ومن المصادر الأخرى لثقافة الشاعر حافظ إبراهيم ارتياد المجالس الأدبيّة، ومخالطة أهل الأدب والعلم واللغة والسياسة في زمانه، ومنهم محمد عبده وسامي البارودي وإبراهيم اليازجي وغيرهم، حيث كان يجالسهم ويأخذ من علمهم الكثير، إضافة إلى اتصاله المباشر مع الصحف التي كانت موجودة في ذلك العصر، والعلاقة الوطيدة التي كانت تربطه بأصحابها؛ مثل صحيفة الأهرام والمقطم إذ كان يتزود من هذه الصحف مختلف أنواع المعارف في الأدب والسياسة والاجتماع.[6]

المراجع

  1. ^ أ ب بوساحة آمنة، بوخاري حفصية (2016-2017)، نظرية الحقول الدلالية - دراسة في: القصيدة العمرية لـ: حافظ أبراهيم ، الجزائر : جامعة العربي بن مهيدي - أم البواقي - كلية الآداب واللغات- قسم اللغة والأدب العربي ، صفحة 68. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت -، حافظ إبراهيم ، صفحة 2. بتصرّف.
  3. ↑ فوزية الشمراني (2009-2010)، الأخلاق في شعر حافظ أبراهيم ، المملكة العربية السعودية : جامعة أم القرى - كلية اللغة العربية - قسم الدراسات العليا - فرع الأدب، صفحة 3-4. بتصرّف.
  4. ↑ د. عبدالمنعم الجميعي (2012)، شاعر النيل حافظ إبراهيم، مصر: سلسلة رواد التنوير، صفحة 10. بتصرّف.
  5. ↑ دكتور يوسف نوفل (1997)، شاعر الشعب وشاعر النيل (الطبعة الأولى)، مصر: الدار المصرية اللبنانية، صفحة 36. بتصرّف.
  6. ↑ الدكتور عبدالحميد الجندي (1992)، حافظ إبراهيم شاعر النيل (الطبعة الرابعة)، مصر: المعارف، صفحة 73،74،77. بتصرّف.