تعريف الربا
الربا
هناك اختلاف في مفهوم أو تعريف الربا، وهذا تبعاً للمذاهب، ولكن لم يختلف أحد على تحريم الربا، فالربا في المفهوم الشرعي يعني أن يقوم الشخص بإعطاء المال لشخص آخر وحينما يأتي موعد استحقاق الدَين يأخذ الدائن من المدين زيادة على المبلغ أو الشيء الذي أعطاه للدائن، كأن يبيع الشخص للآخر كيلوغرام من اللحم، دون أن يدفع له الآخر ثمنه، وعندما يحين موعد الدَين يأخذ الدائن ثمن اثني كيلو من اللحم، وهذا ما نراه جلياً، أو أن يقوم الدائن بإعطاء مُهلة إضافية لسداد الدَيْن مقابل زيادة على أصل الدَيْن.
الربا في القرآن والسُنة النبوية
كان الربا أحد أهم الأمور التي تناولها النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع، و ذكر فيها أنّ الربا من أعمال الجاهلية، التي لا بد من الإقلاع عنها، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في خطبتهِ : (( و ربا الجاهلية موضوع، و أول ما أضع ربانا، ربا العباس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله)).
كما وصف القرآن الكريم المتعاملين فيه بأبشع الصور، حتى أن الله سبحانه وتعالى أمر بالحرب على المُرابين وهذا يتجلى في قوله تعالى: (يا أيُها الذين امنوا اتقُوا الله وذَرُوا ما بقَىِ منَ الرِبا إن كُنتمُ مُؤمنينَ، فان لّم تفعلُوا فأذنُواْ بِحربٍ من الله ورسوله). صدق الله العظيم
الحُكم الشرعي
على الرغم من اختلاف الفقهاء في تعريف الربا، إلا أنهم أجمعوا على تحريمه حسبما جاء في السنة، فالربا ظُلم للفقراء أو المحتاجين الذين يلجؤون للدَين لسد حاجاتهم، والشخص المرابي لا يُراعي هذه الحاجة بل يستغل حاجة الفرد ليأتي بربح فوق الدَيْن الذي أعطاه لهذا الفقير أو المحتاج، فإذا تأخر الفرد في سداد دينه فإنّ المبلغ سيتضاعف بفرض زيادة أخرى على التأجيل، و بزيادة التأجيل في كل مرة تصل المرحلة بالفقير إلى الاستسلام فيضطر لبيع منزله أو أرضه أو يقود الدائن بسجنه.
الإسلام يأبى الظلم، لذلك حرم الله الربا وحلل القرض الحَسن لأنه الحل الأمثل للفقير والمحتاج، وقد استثنى بعض علماء الدِّين القروض البنكية من الربا، واعتبروها حلاً مُناسباً لإيفاء حاجة الفقير، أمّا الرأي الآخر للعلماء فقد حرم القروض مهما كان شكلُها.
لقد أذل الربا شعوباً و دولاً، حتى فقدت إرادتها السياسية ودفعت قوت شعوبها ثمناً لفوائد القروض من خلال الضرائب وغلاء الأسعار، والربا أحد العوامل الرئيسية في اضطراب الاقتصاد العالمي من بطالة وكساد، وهو أيضاً من أكثر العوامل التي تؤدي إلى انتزاع الثروة من أيدي أكثر الناس وحصرها في أيدي فئة معينة، فأي عدل يمكن تصوره مع وجود هذه الاختلالات، لذلك استحق أن يضعه النبي صلى الله عليه وسلم تحت قدميه.