الفرق بين الحلم والرؤيا طب 21 الشاملة

الفرق بين الحلم والرؤيا طب 21 الشاملة

الحلم والرؤيا

تتميّز الغالبية العظمى من الناس بما يُعرف برؤية الأحلام خلال نومهم، أما غالب هذه فلا يكون إلا نتيجةً طبيعيةً لما يمرُّ مع الإنسان في حياته اليومية؛ مما يجعله يُترجَم على شكل أحلام، وقد يكون بعض تلك الأحلام سعيداً وربما يكون سيئاً مزعجاً، بينما تتميز نسبةٌ يسيرةٌ من تلك الأحلام بأن تكون واقعيَّةً، فربما تحقّقت في وقتٍ قريبٍ كما هي، وربما أشارت إلى شيءٍ سيقع في زمنٍ قريبٍ أو بعيد، وقد اختصَّ الله -سبحانه وتعالى- أنبياءه ورُسُلَه والصالحين من عباده بما يُعرف بالرُّؤيا؛ حيث تكون أحلامهم في غالبها تُشير إلى شيءٍ لا بُدَّ أن يكون حقيقياً، كما أنَّ الرُّؤيا الصادقة من طرق الوحي الذي كان ينزل على أنبياء الله كما حدث مع سيدنا إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- عندما رآى أنّه يذبح ابنه اسماعيل عليه السلام، فعلِم أن تلك رسالةٌ من الله له ويجب عليه الامتثال لها،[١] قال تعالى: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)،[٢] فما هي الرُّؤيا؟ وما هو الحُلم؟ وما الفرق بينهما؟

معنى الحُلم

الحلم في اللغة اسم، وجمعه أحلام، وهو: ما يراه النائم في نومه، وأضغاث الأحلام: ما كان منها ملتبساً مضطرباً يصعب على المؤوّل تأويله، وأرض الأحلام: مكان مثاليّ وخياليّ، يقال: ذهَبت أحلامُه أدراجَ الرِّياح؛ أي: فشل في تحقيق شيء منها، ويُعرّف حُلْم اليقظة في علم النفس بأنه: (تأمُّل خياليّ واسترسال في رُؤى أثناء اليقظة، يعدّ وسيلة نفسيّة لتحقيق الأمانيّ والرَّغبات غير المُشْبَعة وكأنَّها قد تحقَّقت).[٣]

معنى الرؤيا

الرُؤيا في اللغة اسم، وجمعها: رُؤى، ومصدرها؛ رأى، وهي: مايراه الشخص أثناء نومه، وتُعرّف الرُّؤيا الصَّادقة بأنها: أول طريق لكشف ما في الغيب، وقد بدأ الرّسول محمد صلّى الله عليه وسلم نبوَّته بالرّؤيا الصادقة، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالحَقِّ).[٤][٥]

أقسام الرؤيا

قسّم النبي -صلى الله عليه وسلم- الرؤيا إلى ثلاثة أقسام، جاء في الحديث النبوي مما يرويه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا اقترب الزمانُ لم تكد رُؤيا المسلمِ تكذبُ، وأصدقُكم رؤيا أصدقُكم حديثًا، ورؤيا المسلمِ جزءٌ من خمسةٍ وأربعين جزءًا من النبوة والرؤيا ثلاثةٌ: فرؤيا الصالحةُ بشرى من الله، ورؤيا تحزينٌ من الشيطان، ورؤيا مما يُحدِّثُ المرءُ نفسَه، فإن رأى أحدُكم ما يكره، فلْيَقُمْ فلْيُصلِّ، ولا يُحدِّثْ بها الناسَ، قال: وأُحبٌّ القيدَ وأكره الغَلَّ . والقيدُ ثباتٌ في الدين، فلا أدري هو في الحديثِ أم قاله ابنُ سيرينَ)، [٦]. وهذه الأقسام الثلاثة التي ذكرها الحديث النبوي في الغالب هي التي تحدث، وقد تكون هناك رؤى لها أسباب أخرى، أما الأقسام الواردة في الحديث فهي كما يلي:

الفرق بين الحلم والرؤيا

يوجد عدة فروقٍ فارقةٍ بين الرؤيا والحُلُم، من ذلك ما رُوي عن أبي قتادة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله ـ صل الله عليه وسلم ـ يقول: (الرُّؤيا مِن اللهِ والحُلْمُ مِن الشَّيطانِ فإذا رأى أحدُكم الشَّيءَ يكرَهُه فلْينفُثْ عن يسارِه ثلاثَ مرَّاتٍ إذا استيقَظ ولْيتعوَّذْ باللهِ مِن شَرِّها فإنَّها لنْ تضُرَّه إنْ شاء اللهُ ) قال أبو سَلمةَ : إنْ كُنْتُ لَأرى الرُّؤيا - هي أثقلُ عليَّ مِن الجبلِ - فلمَّا سمِعْتُ هذا الحديثَ ما كُنْتُ أُباليها)[٨]، ومن أبرز الفروق بين الرؤى والأحلام ما يلي:

آداب الرؤى

للرؤى أداب سواء إذا رأى الشخص ما يسرّه أو ما يكرهه، ومن الآداب في كلا الحالتين ما يلي: [١٠]

إذا رأى ما يحب

أرشد النبي صلى الله عليه وسلم المسلم إلى الآداب التي ينبغي عليه أن يفعلها إذا رأى رؤيا تسرّه، وهذه الآداب كما يلي:

اذا رأى ما يكره

من الآداب التي يتّبعها المسلم في منامه ما يكره ما جاء في الحديث النبوي؛ مما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا اقتربَ الزمانُ لم تكدْ رُؤيَا المؤمنِ تكذبُ ورؤيا المؤمنِ جُزْءٌ من ستةٍ وأربعينَ جزءاً من النبوّةِ وما كان من النبوّةِ فإنه لا يكذبُ قال محمد، وأنا أقولُ هذهِ قال، وكان يقال الرُّؤيِا ثلاثٌ: حديثُ النفسِ، وتخويفُ الشيطانِ، وبشرَى من اللهِ، فمن رأَى شيئا يكرهُهُ فلا يقصهُ على أحدٍ وليقُم فليصَلّ),[١٢]

المراجع

  1. ↑ "رؤيا الأنبياء عليهم السلام وحي"، إسلام ويب، 29-12-2010، اطّلع عليه بتاريخ 6-9-2017. بتصرّف.
  2. ↑ سورة الصافات، آية: 102.
  3. ↑ "تعريف ومعنى الحلم"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 30-8-2017. بتصرّف.
  4. ↑ سورة الفتح، آية: 27.
  5. ↑ "تعريف ومعنى رؤيا"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 30-8-2017. بتصرّف.
  6. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2263، صحيح.
  7. ↑ "الرؤيا.. أنواعها.. واختلاف أسبابها"، إسلام ويب، 31-8-2015، اطّلع عليه بتاريخ 30-8-2017. بتصرّف.
  8. ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبو قتادة، الصفحة أو الرقم: 6059، أخرجه في صحيحه.
  9. ↑ مجموعة من الباحثين، "التمييز بين الرؤيا والحلم"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 5-9-2017. بتصرّف.
  10. ↑ ابن حجر العسقلاني، الرؤى والأحلام في ضوء الكتاب والسنة، مصر: مكتبة التراث الإسلامي، صفحة 52-53. بتصرّف.
  11. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو سعيد الخدري ، الصفحة أو الرقم: 6985، صحيح.
  12. ↑ رواه ابن حجر، في فتح الباري لابن حجر، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 12/422، قوله وما كان في النبوة فإنه لا يكذب مدرج.