الفرق بين قصر النظر وطول النظر

أمراض العين

تُعتبر العين من أهم الأعضاء التي أنعم الله تعالى بها على الإنسان فهي تُمكّنه من الرؤية والنظر والتمعن بالجمال الطبيعي لهذا الكون، لكن قد تُصاب العين كغيرها من سائر الجسم بعيوب وأمراض وجد لها الطب الحديث علاجات وحلولاً فعّالة ومفيدة، فمن المشاكل الشائعة التي قد تُصيب العين مشكلتا قصر النظر وطول النظر بحيث يعتبرا من عيوب الإبصار التي تُصيب شبكية العين وهي الجزء المسؤول عن التقاط صور الأشياء عند عملية الرؤية.

الفرق بين قصر النظر وطول النطر

قصر النظر

يُطلق عليه أيضاً الحسر، وهي الحالة التي يواجه فيها الشخص المصاب صعوبة في رؤية الأجسام البعيدة ورؤية تفاصيلها بحيث يراها ضبابية وغير واضحة، بينما تكون رؤيته للأجسام القريبة ورؤيته لتفاصيلها واضحة تماماً، ويحدث قصر النظر إذا كانت مسافة العين من الأمام إلى الخلف طويلة جداً (زيادة في طول المحور الأمامي)، أو إذا كان انحناء القرنية حاداً جداً بحيث يتركز الضوء أمام الشبكية جاعلاً الأجسام البعيدة تبدو مشوشة وغير واضحة.

إنّ من علامات الإصابة بقصر النظر الشعور بالصداع المتكرر والحساسية القوية للضوء في الليل والأماكن المظلمة، والشعور بإجهاد العين عند التركيز وما يُسببه كلّ ذلك من تراجع في التعليم أو العمل أو حتى في النشاط الرياضي، أمّا عن أنواع قصر النظر فهناك قصر النظر البسيط الذي يُعدّ أكثر الأنواع شيوعاً وقصر النظر الليلي الذي يواجه المريض فيه مشكلة في الرؤية بالليل فقط، وهناك قصر النظر المرتبط بالتركيز الزائد في العمل أو الألعاب أو مشاهدة التلفزيون من مسافة قريبة ويُسمى بسيودوميوبيا، أمّا أخطر أنواع قصر النظر فهو الذي يُمكن أن يتطور ويؤدي إلى فقدان الرؤية نهائياً ويُطلق عليه قصر النظر التنكسية، ويُمكن أن يُصاب الإنسان بقصر النظر في أي مرحلة من العمر فهو غير مرتبط بسن معيّن لكنّه يبدأ عادة بعد البلوغ.

طول النظر

يُطلق عليه أيضاً بعد النظر أو مد البصر وهو من حالات ضعف البصر التي تواجه خمس وعشرين بالمئة تقريباً من أفراد المجتمع يرى فيها المصاب الأجسام البعيدة بوضوح بينما يصعُب عليه التركيز على الأجسام القريبة منه، ويحدث عندما تكون مسافة العين قصيرة جداً من مقدمتها إلى مؤخرتها، أو إذا كان انحناء القرنية بسيطاً جداً بحيث يتركز الضوء خلف الشبكية بدلاً من التركز عليها، مما يسبب تشوش الرؤية للأجسام البعيدة.

من أعراض الإصابة بطول النظر الشعور بالصداع، والتهاب الأجفان، والإجهاد في العين عند محاولة التركيز في رؤية الأجسام القريبة، كما يواجه المصاب مشاكل في القراءة ورؤية شاشة الهاتف مثلاً وعدم وضوح الرؤية القريبة خاصة ليلاً، ويُصاب الشخص بطول النظر نتيجة التركيز على ضوء معين لفترة طويلة، كما قد يولد بعض الأطفال ولديهم طول نظر لكن نظرهم يُصحح ذاتياً مع نمو العينين، وهناك نوع من طول النظر مُرتبط بالسن ويُسمى طول النظر الشيخوخي بحيث يُصاب به الأشخاص مع التقدّم في العمر.

علاج قصر النظر وطول النظر

يُعتبر استخدام النظارات الطبية والعدسات اللاصقة من أكثر الحلول شيوعاً والتي لا غنى عنها لتصحيح مشاكل الإبصار، لكن مع التقدم العلمي في المجال الطبي تمّ إيجاد حلول جراحية تعتمد على الليزر في عملية تصحيح النظر كعملية الليزك والألتراليزك وهي عمليات ناجحة جداً تجري للعيون لإصلاح الخلل الذي يحدث في الشبكية والقرنية ولا يُعاني المريض من أي ألم عند إجراء هذه العمليات التي لا تتجاوز العشر دقائق.