الفرق بين الروح والنفس طب 21 الشاملة

الفرق بين الروح والنفس طب 21 الشاملة

الروح والنفس

الروح والنَّفس وحقيقتهما على الوجه القطعي -الذي لا لَبس فيه- من الأمور التي طالما حيَّرت البشر، وطالما أرخى الإنسانُ العنانَ لفِكره وعقله ليَجول باحثاً؛ علّه يَجدُ إجاباتٍ تَشفي الغليل، فيَجدُ ضالَّته في معرفة حقيقة كلٍّ من الروح والنّفس، وهل الروح هي النّفس؟ أم أنّ النّفس شيءٌ والروحُ شيءٌ آخر؟ فما هي الروح؟ وما هي النفس؟ وما الفرق بين الروح والنفس؟

الفرق بين الروح والنفس

اختلاف العلماء في الروح والنفس

لقد ذَهَب بعض العلماء إلى أنّ الروح معنىً خامسٌ، فهي غير الطبائع الأربعة، فليس في الدنيا غير الطبائع الأربعة غير الروح، وقال آخرون: بل النّفس معنىً موجودٌ، وذو حدودٍ، وأركانٍ، وطُول، وعَرض، وعمق، وذَهب البعض إلى أنّ للنّفس معنى غير الرّوح، وأنّ الروح غير الحياة، والحياةُ عَرض؛ حيثُ ذهب إلى هذا أبو الهذيل، وقد زعم أنَّه يجوز أن يكون الإنسانُ أثناء نومه مَسلوب النفس والروح دون الحياة، واستشهد على ذلك بقوله تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)،[٢] وقال جعفر بن حرب أنّ النفس عَرَضٌ من الأعراض يُوجد في الجسم، وهو من الآلات التي تُعينُ الإنسانَ على الفِعل؛ كالصِحة، والسَلامة وما شابههما، وأنّها ليست موصولةً بشيءٍ من صفات الأجسام، والجواهر، وهو قول الأشعري.

ذهبت طائفةٌ من العلماء إلى أنّ النّفس هي النسيم الذي يتنفّسه الإنسان، ويَدخل ويَخرج بالتنّفس، وأضافوا بأنّ الرُّوح عَرَضٌ وهو الحياة فقط، وأنّ الروح شيءٌ غير النفس وهو قول أبو بكر الباقلاني، وتابعه في هذا القول بعض الأشاعرة، وقالت طائفةٌ: ليست النّفس جِسماً، ولا عَرَضاً، وليست النّفس مُحددةٌ في مكانٍ، وليس لها طولٌ، ولا عَرضٌ، ولا ارتفاعٌ أو عُمقٌ، ولا لونٌ؛ فهي لا تتجزّأ، ولا هي في العالم، ولا خارجهُ، ولا مُجانبةٌ لهُ، ولا مُباينةٌ، وهو قول المشائين، وحكاه الأشعري عن أرسطو، وزعم هؤلاء أنّ تَعلُّقَها بالبدن ليس بالحُلول فيه، ولا بالمُجاورة، ولا بالمُساكنة، ولا بالالتِصاق، ولا بالمُقابلة، وإنَّما العلاقة هي التدبير والتصريف للبدن فقط، واختار هذا القول والمَذهب كلٌ من: البسنجي، ومحمد بن النُّعمان المُلّقب بالمُفيد، ومُعمّر بن عبّاد الغزالي، وابن سينا وأتباعه.

النفس والروح بمعنى واحد

قال ابن حزم: ذهب سائر أهل الإسلام إلى أن النّفس جسمٌ طويلٌ، وعريضٌ، وعميقٌ، وذو مكانٍ، وهي جُثّة متحيزةٌ، مُصَرفة ومُدبرةٌ للجسد، وذهب إلى أنّ النّفس والروح اسمان مترادفان لمعنىً واحدٌ ومعناهما واحدٌ، وهما: الروح والنفس، وهما جسمٌ مخصوصٌ، موجودٌ داخل البدن، وهو جسمٌ مُخالفٌ من حيث الصفة والماهيّة للجسمِ المَحسوس، فالروح والنّفسُ جسمٌ نورانيٌ، عُلويٌ، خفيفٌ، حيٌ، ومُتحرِكٌ، يَنفذُ في جَوهر جميع الأعضاء ويَسري في هذه الأعضاء سَريانَ الماءِ في الورد.

حال الروح عند وفاة الجسد

إذا فسدت الأعضاء، وخرجت عن تَقبُّل الآثار، فارقت الروحُ الجسد، وانفصلت إلى عالم الأرواح.ومن الأدلة الشرعية عليه ما يأتي:

الروح في القرآن الكريم

وردت كلمة الروح في القرآن الكريم في أربعة مواضع، على النحو الآتي:

النفس في القرآن الكريم

لقد وَردت كلمة النّفس والأنفس في القرآن الكريم في عِدّة مواضع؛ حيثُ وَردت في المواضع الآتية:

المراجع

  1. ^ أ ب سورة الإسراء، آية: 85.
  2. ^ أ ب ت سورة الزمر، آية: 42.
  3. ↑ سورة الأنعام، آية: 93-94.
  4. ↑ سورة الأنعام، آية: 60-61.
  5. ↑ سورة الفجر، آية: 27-30.
  6. ↑ ابن قيم الجوزية، الروح في الكلام على أرواح الأموات والأحياء بالدلائل من الكتاب والسنة (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية ، صفحة 175 وما بعدها.
  7. ↑ أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى: 774هـ) (1419هـ)، تفسير القرآن العظيم (ابن كثير) (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 104، جزء 5.
  8. ↑ سورة الشعراء، آية: 193.
  9. ↑ محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني (المتوفى: 1250هـ) (1414هـ)، فتح القدير (الطبعة الأولى)، دمشق: دار ابن كثير، صفحة 141، جزء 4.
  10. ↑ سورة غافر، آية: 15.
  11. ↑ سيد قطب إبراهيم حسين الشاربي (المتوفى: 1385هـ) ( 1412 هـ)، في ظلال القرآن (الطبعة السابعة عشر )، القاهرة: دار الشروق، صفحة 3073، جزء 5.
  12. ↑ سورة النبأ، آية: 38.
  13. ↑ عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي (المتوفى: 1376هـ) (2000م)، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (الطبعة الأولى)، السعودية: مؤسسة الرسالة، صفحة 907.
  14. ↑ محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني (المتوفى: 1250هـ) (1414هـ)، فتح القدير (الطبعة الأولى)، دمشق: دار ابن كثير، صفحة 534، جزء 4.
  15. ↑ سورة الفجر، آية: 27-30.
  16. ↑ أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى: 774هـ) (1419هـ)، تفسير القرآن العظيم (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 390، جزء 8.
  17. ↑ سورة آل عمران، آية: 185.
  18. ↑ عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي (المتوفى: 1376هـ) (2000م)، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (الطبعة الأولى)، السعودية: مؤسسة الرسالة، صفحة 523.
  19. ↑ سورة يوسف، آية: 53.
  20. ↑ أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى: 774هـ) (1419هـ)، تفسير القرآن العظيم (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 338، جزء 4.