يوصي أهل العلم والخبرة بما يصفونها أسهل طريقةٍ للحفظ؛ وهي أن يبدأ الطالب طريقه بالاستعانة بالله سبحانه، ويشحذ همّته لبدء مشروعه في حفظ السورة المطلوبة، ثمّ يلتزم طالب الحفظ عند شيخ متقنٍ فيلازمه ويكرّر الزيارة له، ويتقيّد بإرشاداته وأسلوبه في التلقين والحفظ، ويبقى يُكرّر ما يلقّنه إياه الشيخ من آياتٍ مطلوبةٍ في يومه، حتّى يظنّ أنّها رسخت في ذهنه حفظاً سليماً، وعلى طالب الحفظ أن يجعل وقت الفجر هو الوقت الأساسيّ في الحفظ الجديد المترتّب عليه في يومه، فإنّ وقت الفجر أفضل وقتٍ للحفظ والتثبيت، وإن أتقن الطالب شيئاً من حفظ الآيات، فعليه ألّا يتركها تماماً، بل أن يجعل في ورده شيئاً من الحفظ الجديد، ووقتاً لمراجعة ما تمّ حفظه سابقاً، فتلك أفضل الطرق لإنجاز طالب الحفظ حفظه المقرّر من السور الكريمة.[1]
يُشير أهل علوم القرآن أنّ فهم الآيات وإيجاد الترابط بين آياتها يُساعد في حفظها ورسوخها في الأذهان،[2] ولذلك فإنّ ممّا يُعين على حفظ سورة الملك هو فهم تفسير الآيات ومضمونها، وفيما يأتي ذكرٌ لبعض المضامين التي حوتها آيات سورة الملك:[3]
ورد لسورة الملك العديد من الفضائل، منها؛ أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان يقرؤها كلّ ليلةٍ قبل أن ينام، وقد اقتدى الصحابة بنبيهم صلّى الله عليه وسلّم، فعرفوا قدرها فكان ابن عباس يعلّمها من يلقى من الناس، ويوصيه أن يعلّمها أبناءه وجيرانه وأهله، ولقد ذكر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ سورة الملك تشفع لأصحابها يوم القيامة، وكان من بعض أسمائها: المُنجية؛ إذ إنّها مُنجيةٌ من عذاب الله سبحانه.[4]