قضاء الصلاة الفائتة يجب أن يكون على الفور وعلى الترتيب، حيث إنّ الترتيب بين الصلوات الفائتة وبين الحاضرة واجبٌ، ولم يثبت أنّ الرسول صلّى على غير الترتيب المعروف لدى المسلمين، فمثلاً إذا فات المسلم فرض صلاة العصر، ودخل وقت الفرض الثاني، فعلى المسلم أن يصلّي بالترتيب، فيقضي أوّلاً صلاة العصر ومن ثمّ يؤدي المغرب، إن كان هناك متّسعٌ من الوقت لصلاة المغرب، أمّا إذا لم يكن هناك متّسعٌ من الوقت، وخاف المسلم أن تفوته الصلاة الحاضرة؛ فعليه أن يصلّي الصلاة الحاضرة ومن ثمّ الفائتة؛ لئلا تصبح الصلاتان فائتتين.[1]
لا يجوز للمسلم أن يؤخّر صلاته حتى تفوته دون عذرٍ شرعيٍّ، ومن الأعذار التي تبيح تأخير الصلاة عن وقتها؛ نسيان الصلاة، أو النوم عنها، ومن الأعذار التي لا تبيح تأخير الصلاة؛ العمل، والدراسة، وغيرها، ومن أخّر الصلاة حتى فاتته بعذرٍ شرعيٍّ؛ يمكنه أن يقضي صلاته عند زوال العذر، وعليه فمن فاتته الصلاة بسبب النوم؛ فعليه أن يقضيها عند استيقاظه من النوم، ومن فاتته الصلاة بسبب النسيان؛ عليه أن يقضيها عندما يتذكّرها، قالَ الرسول عليه الصلاة والسلام: (مَنْ نَسِيَ صَلاةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا لا كَفَّارَةَ لَهَا إِلا ذَلِكَ).[2][3]
لا يجوز للمسلم أن يؤخّر الصلاة بحيث يخرج وقتها ويدخل وقت الصلاة التي تليها، ولكن هناك أربعةُ أعذارٍ شرعيّةٍ فقط تتيح للمسلم تأخير الصلاة؛ وهي: النوم عن الصلاة، ونسيان موعدها، وجمع الصلاة إذا توفّرت الرخصة، والإكراه، ولا يجوز للمسلم تأخير الصلاة لغير هذه الأعذار؛ مثل: العمل، أو غيره من الأعذار، وفي حالة اضطرار المسلم تأخير الصلاة لسببٍ غير الأسباب الأربعة؛ فيجب عليه أن يبادر لقضاء الصلوات الفائتة على التوالي، بحيث يبدأ بقضاء أوّل صلاةٍ، ثمّ التي تليها، وهكذا.[4]