-

أثر الإيمان في حياة الفرد

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

تعريف الإيمان

الإيمان عند أهل السنة والجماعة هو الإقرار بالقلب، والنطق باللسان، والعمل بالأركان، فهو يتضمن ثلاثة أمور؛ الإقرار بالقلب، ونطق باللسان، وعمل الجوارح، وبناءً على ذلك فالإيمان يزيد وينقص، لأنّ الإقرار بالقلب يتفاضل، فليس الإقرار بالخبر كالإقرار بالمعاينة، وليس الإقرار بخبر رجل واحد كالإقرار بخبر الاثنين، وهكذا فالإيمان يزيد من حيث إقرار القلب، وطمأنينته، وسكونه، والمسلم يجد ذلك من نفسه، فعندما يحضر مجلس ذكر فإنّ إيمانه يزداد، وعندما يقوم من المجلس يخف هذا اليقين في قلبه، والإيمان كذلك يزداد من حيث القول، فإنّ من ذكر الله عشرين مرةً ليس كمن ذكره مئة مرةً، وكذلك من قام بالعبادة على وجهها الكامل فإنّ إيمانه سيزداد أكثر مما إذا أتى بها ناقصةً، وهذا ينطبق على العمل فالمسلم إذا عمل عملاً بجوارحه أكثر من الآخر، صار أكثر إيماناً من غيره، فالإيمان إذاً يزيد وينقص.[1]

أثر الإيمان في حياة الفرد

الحياة مع الإيمان تملأ قلب صاحبها بالطمأنينة، والسكينة، والهدوء، والاستقرار النفسي، فالعبد في ظلال الإيمان يبقى مطمئناً في حياته، وحتى على رزقه، ويعيش فيها مُتَمسّكاً بأسماء الله -تعالى- وصفاته، فالله المُنعم على الإنسان الوهاب الكريم، العزيز الرزاق، فإذا استشعر المسلم أسمائه وصفاته -تعالى- يشعر بأنَّ الله معه، ويفوّض أمره كله له، فهي إذن حياة رائعة، لا يوجد فيها قلقٌ ولا توتُّر، ولا مشاكل نفسية، وكيف للمؤمن أنْ يُصاب بمثل هذه الأمراض، ومعه إيمانه بين جنبيه يحميه منها، والمجتمع عندما يضم مثل هؤلاء الأفراد سيكون آمناً مستقراً، تسوده المودَّة، والرحمة، والرأفة، وينعدم فيه الغش، والرشوة، والظلم، يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: (ترى المؤْمنين في تراحُمهِم وتوادِّهم وتعاطُفهِم، كمثل الجسد، إذا اشتكى عُضواً تداعى له سائرُ جسدهِ بالسَّهر والحمَّى)،[2] وللإيمان ستة أركان، و بدون أحد منها ينهدم الإيمان، فإذا استقرت في عقيدة المسلم، كانت لها آثارٌ عظيمةٌ على سلوكه، ومن هذه الآثار ما يأتي:[3]

  • التصديق الكامل بما ورد عن الله ورسوله والتسليم له: فالإيمان يدعو صاحبه إلى التصديق بما ورد وثبت عن الرسول عليه الصلاة والسلام، ولقد ضرب الصحابي أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- أروع الأمثلة في تصديق الله ورسوله، ففي حادثة الإسراء والمعراج ذهب المشركون إلى أبي بكر ليخبروه بما قصَّه عليهم النبي -عليه الصلاة والسلام- من حادثة الإسراء والمعراج، وظنّوا أنّهم بذلك يحاولون الوقيعة بين رسول الله وبين أبي بكر، ولم يكن الصدّيق قد التقى بالرسول بعد تلك الحادثة، لكنه صدّق ما قاله النبي -عليه الصلاة السلام- وآمن به.
  • المراقبة: فلنتخيّل مجتمعاً يعيش فيه أفراده في ظل مراقبة الله عزّ وجلّ، فالمهندس في موقعه، والمُعلم في مدرسته، والطبيب في مشفاه وغيرهم، لو أنّهم عاشوا في ظل مراقبة الله تعالى، لَعمِل كل واحدٍ منهم دوره على أكمل وجه؛ لأنّ الله -تعالى- يراه، ولأنّه يؤمن بأنَّ الله يراه، فمراقبة الله -تعالى- في السرّ والعلانية، هي ثمرةٌ عظيمة من ثمرات الإيمان، وأثرٌ عظيمٌ من آثاره.
  • العزة: إنّ المؤمن عزيزٌ بعزة الله، قويٌّ بقوّته، فالمؤمن الصادق مع ربه يؤمن بأنّ العزة لله جمعياً، والمؤمنون الأوائل وقفوا أعزّاء شامخين في وجه الباطل والطغيان، فخرجوا إلى مشارق الأرض ومغاربها داعين إلى دين الله عزّ وجلّ.
  • حلاوة الإيمان: لذّة الإيمان لا تشبه لذّة الحرام؛ لأنّ لذة الإيمان قلبيّة روحيّة، ولذة الحرام لذة شهوانيّة جسديّة، ويعقبها من الآلام والحسرات أضعاف ما نال صاحبها من المتعة، ولا ريب أنّ للإيمان لذة، والذي يريد أن يتذوّقها فعليه المحافظة على الفرائض، والإكثارمن النوافل والطاعات، حيث إنّ للإيمان أركانٌ وثمراتٌ، ومن تلك الثمرات ما قد يجده بعض المؤمنين من إحساس داخلي يتلذّذ به ويستشعر بحلاوة الإيمان، ولن يتذوّق طعمها إلا المؤمنون الصادقون الذين يتّصفون بصفات تؤهّلهم لذلك، وليس كل من ادّعى الإيمان يجد هذه الحلاوة، فمحبة الله تعالى، ومن ثمّ محبة الرسول -عليه الصلاة والسلام- من أهم صفات من يتذوق طعم الإيمان، ومحبتهما مُقدَّمة على محبة النفس، والأب، والابن، والناس كلهم، ومن لوازم هذه المحبة أن يستجيب لأمر الله، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن ينتهي عما نهى الله عنه الله ورسوله، مع الرضا والتسليم التام، فقد قال تعالى: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).[4][5][6]

أسباب ضعف الإيمان

قد يغفل المسلم عن الله وعبادته، مما يؤدي إلى ضعف إيمانه، ويمكنه استدراك ما فاته بكثرة الاستغفار، والمداومة على ذكر الله، وأن يقرأ القرآن بتدّبر مع حضور القلب والعمل بما فيه، ففي ذلك جلاء للقلب من غفلته، ومن أهم ما يضعف الإيمان ما يأتي:[8]

  • الجهل بأسماء الله وصفاته يوجب نقص الإيمان، فالمسلم إذا نقصت معرفته بأسماء الله وصفاته نقص إيمانه.
  • الإعراض عن التفكير في آيات الله الكونية والشرعية.
  • الوقوع في المعاصي، فللمعصية آثارٌعظيمةٌ على القلب وعلى الإيمان.
  • الإعراض عن الطاعة، فإن ترك الطاعة سبب لنقص الإيمان، لكن إن كانت الطاعة واجبة وتركها بلا عذر فهو نقص يُلام عليه ويعاقب، وإن كانت الطاعة غير واجبة، أو واجبة لكن تركها بعذر فإنه نقص لا يلام عليه.

المراجع

  1. ↑ محمد صالح العثيمين (2006-12-01)، "ما تعريف الإيمان، وهل يزيد وينقص؟ "، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-3-2019. بتصرّف.
  2. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 6011، صحيح.
  3. ↑ محمود الدوسري (5-2-2018)، "أثر الإيمان في حياة الإنسان"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-3-2019. بتصرّف.
  4. ↑ سورة آل عمران، آية: 31.
  5. ↑ "حلاوة الإيمان"، www.alimam.ws، اطّلع عليه بتاريخ 29-3-2019. بتصرّف.
  6. ↑ "حلاوة الإيمان وطعمه"، www.islamweb.net، 30-1-2005، اطّلع عليه بتاريخ 29-3-2019. بتصرّف.
  7. ↑ "نصيحة لمن لا يشعر بحلاوة الإيمان"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 29-3-2019. بتصرّف.
  8. ↑ "أسباب ضعف الإيمان"، www.islamqa.info، 12-08-2002، اطّلع عليه بتاريخ 29-3-2019. بتصرّف.