أثر الصلاة في تهذيب السلوك طب 21 الشاملة

أثر الصلاة في تهذيب السلوك طب 21 الشاملة

الصلاة

شرع الله -تعالى- الصلاة وفرضها على عباده المسلمين، ووافق فرضها وتكليف المسلمين بها حادثةً عظيمةً؛ ليكون ذلك دلالةً على أهميّة الصلاة وعِظم مكانتها، فكان فرضها وتبليغها للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- في يوم الإسراء والمعراج؛ أي قبل هجرة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة المنوّرة بسنةٍ ونصف.[١] والصلاة من أجلّ العبادات التي يؤدّيها المسلم، وتتكرّر في يومه وليله، فيؤدّي ما كان منها فرضاً وما كان تطوعاً ونفلاً مرّاتٍ عدّة في ساعات يومه، وقد جاءت نصوصٌ كثيرةٌ من القرآن الكريم والسنّة النبويّة الشريفة مبيّنةً الصلاة: بأنواعها، وأحكامها، وفضلها، وآثارها الطيبة ليس على الفرد المسلم المصلي فحسب، بل على المجتمع بأسره.

تعريف الصلاة

الصلاة كما يُعرّفها جمهور الفقهاء هي: أقوال وأفعال مخصوصة، يؤدّيها المسلم مقرونةً بالنيّة، وتكون مبدوءةً بالتكبير، ومختومةً بالتسليم، وذلك وِفْق شرائط مخصوصة، والصلاة ركنٌ من الأركان الخمسة التي بُني الإسلام عليها، كما جاء في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (بُنِي الإسلامُ على خمسٍ: شَهادةِ أن لا إلهَ إلّا اللهُ وأنَّ محمداً رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، والحجِّ، وصومِ رمضانَ)،[٢] كما أنّ الصلاة عمود الدين، وأول ما يُسأل عنه ويحاسب عليه المسلمون يوم القيامة، وقد كانت الصلاة آخر وصايا النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قبل التحاقه بالرفيق الأعلى، كما روت أمّ المؤمنين أمّ سلمة رضي الله عنها، حيث قالت: (كان من آخرِ وصيَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: الصلاةَ الصلاةَ وما ملكَتْ أيمانُكم، حتى جعل نبيُّ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- يُلَجْلِجُها في صدرِه وما يفيضُ بها لسانُه)،[٣] ولا خلاف بين العلماء على أنّ الصلاة هي العبادة الوحيدة التي تلازم الإنسان المسلم ولا تنفكّ عنه طوال حياته، ولا يُسقطها عنه أي حالٍ أو أمرٍ.[٤]

أثر الصلاة في تهذيب السلوك

إنّ للصلاة تأثيراً كبيراً على سلوك الفرد المسلم المحافظ عليها، والمقيم لها حقّ الإقامة، ومن الآثار الطيّبة التي تُخلّفها الصلاة في نفس المسلم فتنعكس على سلوكه:[٥]

الصلاة المفروضة

فرض الله -تعالى- على عباده خمس صلواتٍ في اليوم والليلة، وقد وردت نصوصٌ كثيرةٌ في القرآن الكريم والسنة الشريفة تؤكّد فرضيّتها، وتثبت وجوبها، ومن بينها ما جاء في قول الله تعالى: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا)،[٩] وأمّا عن الصوات المفروضة؛ فهي:[١٠]

المراجع

  1. ↑ "متى فرضت الصلاة؟ وكيف كان المسلمون يصلون قبل فرض الخمس؟"، www.islamqa.info، 5-1-2010، اطّلع عليه بتاريخ 28-4-2018. بتصرّف.
  2. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 8.
  3. ↑ رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن أم سلمة، الصفحة أو الرقم: 7/238، إسناده صحيح.
  4. ↑ مجموعة من العلماء، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصفوة، صفحة 51-52، جزء 27. بتصرّف.
  5. ↑ صالح بن عبد الله بن حميد، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (الطبعة الرابعة)، جدة: دار الوسيلة، صفحة 2584، جزء 6. بتصرّف.
  6. ↑ سورة العنكبوت، آية: 45.
  7. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 528.
  8. ↑ سورة الأعراف، آية: 31.
  9. ↑ سورة النساء، آية: 103.
  10. ↑ محمد التويجري (2011)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادي عشر)، المملكة العربية السعودية: دار أصداء المجتمع، صفحة 461. بتصرّف.