-

أثر القرآن في تزكية النفس

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

أثر القرآن الكريم في تزكية النفس

يهدي القرآن الكريم للتي هي أقوم في كلّ الأمور، ومنها ما يتعلق بالأخلاق والصفات والسلوك، وقد وردت فيه الكثير من الآيات التي تحثّ المسلمين على التخلّق بأحسن وأفضل الاخلاق، فتزكية النفوس وتهذيبها كانت من مهمات الرسل عليهم الصلاة والسلام، فالله -تعالى- أرسل الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- ليعلّمهم القرآن الكريم ويزكيهم؛ أي يطهّرهم من الرذائل ومن سوء الأخلاق ودنس النفوس، ومن الآيات التي حثّت على تزيكة النفوس ما جاء في أول سورة المدثر، حيث قال العلماء في تفسير تلك الآيات إنّها جاءت تأمر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بلزوم مكارم الاخلاق، والابتعاد عن قبيحها ممّا يتصف به المشركون، كما نصّت على عدم المنّ عند العطاء، ويكون ذلك بعدم استكثار ما يُعطى ويُبذل في سبيل الله.[1]

وأشارت آياتٌ أخرى إلى أنّ القرآن الكريم موعظةٌ للمؤمنين، وشفاءٌ لقلوبهم وصدورهم من أمراض النفوس؛ كالشك، والغرور، والرياء، والحسد، والحقد، والغل، وسائر الأخلاق الرذيلة، وجاءت جملةٌ من آيات سورة الإسراء مرتبطةٌ بشكلٍ مباشرٍ بتهذيب النفوس وتزكيتها، حيث أمرت ببر الوالدين، والإحسان إلى المساكين وذوي القربى، والنهي عن التبذير وقتل الأولاد والنفس وفعل الفاحشة وأكل مال اليتيم، وأمرت بالعدل والحذر من الكبر والتعدي على حدود الله، وهذا كلّه ممّا يزكّي النفس ويهذبها.[1]

صور من تأثير القرآن الكريم على النفوس

وردت العديد من القصص التي تبين أثر القرآن الكريم على النفوس والتأثّر به، وفيما يأتي صوٌر من ذلك:[2]

  • كان جبير بن مطعم القرشي من أكابر قريش وعلماء النسب فيها، وقال إنّه سمع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مرةً يقرأ آياتٍ من سورة الطور، فكاد قلبه أن يطير؛ لشدة تأثّره بالآيات.
  • كان الفضيل بن عياض قاطعاً للطريق، وإنّما تاب عن ذلك عند سماعه لتالٍ يتلو آياتٍ من كتاب الله تعالى، فتأثّر بها، ثمّ آوى إلى خربةٍ يقضي ليله فيها، فسمع بعض الناس يتباحثون في أمر خروجهم إلى الطريق، فلم يخرجوا إلّا في الصباح، خوفاً من الفضيل، فعلم أنّ الله -تعالى- قد ساقه إلى ذلك المكان حتى يسمع ذلك الكلام فيرتدع ويتوب، وذلك ما كان منه.

معيناتٌ على تزكية النفس

فيما يأتي بيانٌ لبعض الأمور التي تُعين على تزكية النفس:[3]

  • الإكثار من ذكر الله تعالى، وعدم الفتور عنه.
  • المحافظة على الحسنات.
  • التفقّه في الدين؛ حتى تكون العبادة على بصيرةٍ.
  • ذكر الموت، وعدم الأمل في الحياة الدنيا.
  • الحرص على محاسبة النفس ومراقبتها.

المراجع

  1. ^ أ ب "أثر القرآن الكريم في تهذيب النفوس "، www.ar.islamway.net، 2011-12-15، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-17. بتصرّف.
  2. ↑ الشيخ إبراهيم المشهداني (2015-3-13)، "أثر القرآن على النفوس"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-17. بتصرّف.
  3. ↑ سيد مبارك (2010-11-7)، "سبل علاج النفس وتهذيبها"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-17. بتصرّف.