-

أثر الحروب في تدمير البيئة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الحروب

الحرب هي تَوَجُّه الجيش بأمر من قائده نحو مجموعة أُخرى، والخوض في صِراعات واشتباكات قد تؤدي إلى خسارة أعداد كبيرة من الناس أثناء حدوث هذا النزاع، ويتم اللجوء للحرب في حال عدم المَقدرة على التَّوصّل إلى قرار سِلمي بين طرفين إما بسبب تضارُب المَصالح بينهم، أو بسبب مَيل أحد الأطراف إلى الاستبداد، واستخدام العُنف كوسيلة للسيطرة والحصول على ما يريد.[1][2][3]

أثر الحروب في تدمير البيئة

فيما يلي أبرز الآثار التي تتركها الحروب في البيئة:[4][5]

  • القضاء على المحاصيل، والغِطاء النباتي مما يؤدي إلى زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
  • تدمير شبكات المياه، والمَوارد الطبيعية.
  • تلوث مصادر المياه بالنفط واليورانيوم، حيث تتلوث المياه الجوفية بالعناصر السَّامة بسبب تخزين الذخائر بالقُرب منها.
  • تلوث الهواء بالغُبار، والغازات السَّامة، وغازات الدفيئة.
  • تلوث التُّربة.
  • تدمير الحياة البرية، وانخفاض أعداد الحيوانات، والطيور بسبب الهجرة، وتحطيم موطنهم.
  • التَّصحُر والجفاف، بسبب تدمير الغابات.
  • تغيير المناخ.

الأفعال الحربية المؤثرة على البيئة

تّستمر آثار الحروب على البيئة لفترات طويلة جداً، إذ إنّ الحروب لديها القُدرة على إحداث دمار بيئي كبير للتُّربة، والأراضي الزراعية، وتلويث الهواء والماء، وتغيير المناخ، وتحطيم المصادر الطبيعية، مما سيؤثر على حياة الإنسان، وصحته، ونمط معيشته، ومن المُمارسات الحربية ذات التأثير على البيئة والمُحيط الخارجي للإنسان هي إنتاج السِّلاح النووي وتجريبه، والهجوم باستخدام الأسلحة عن طريق البحر والجو، وزرع الألغام في الأراضي، وتخريب البيئة كتِكْتِيك للحرب.[6]

أثر الأسلحة النووية على البيئة

بَدأ تطور الأسلحة النووية خلال الحرب العالمية الثانية، ومنذ بداية نشأتها وأثناء مراحل تطورها وإلى الآن ما زالت مَصدر للخطر والمَخاوف من الآثار التي قد تُخلِّفها في البيئة خلال مراحل إنتاجها أو تجريبها، وتتضمن عملية صُنع الأسلحة النووية واختبارها إطلاق نشاط إشعاعي بكميات هائلة في الجو، بالإضافة للمُخلفات التي يتم التَّخلُص منها في مصادر المياه والتربة مما يؤدي إلى تلويثها، وانفجار قنبلة نووية قد يُسبب أضرار وخيمة للمُدن والسُّكان والبيئة تِبعاً لبُعدها عن الهدف الذي يُسمى نقطة الصفر، فكلما زاد القُرب إليها زاد الضرر.[6][7][8]

فيُسبب الانفجار موجة حرارة وضغط شديدين مما يؤدي إلى تدمير كل شيء، وانهيار المباني، وقتل السُّكان، وإشعال الحرائق في نقطة الصفر، وإنتاج موجات من الحرارة تنتقل إلى المناطق المجاورة للانفجار، بالإضافة لكمية إشعاع كبيرة، وظهور غيوم من الأتربة والجُزيئات المُشعة التي تبقى في الجو، وتنتقل عبر الرياح، وتدُخل إلى مصادر المياه مُسببةً تلوثها، كما أنها تقوم بحجب أشعة الشمس مما يؤدي إلى اختلال في درجات الحرارة، وخفض إشعاعات الشمس مما سيقلل من إنتاج النباتات لغذائها من خلال عملية التمثيل الضوئي، وسيؤدي ذلك إلى خلل في السلسلة الغذائية وانقراض في أشكال الحياة.[6][7][8]

تأثير القصف الجوي والبحري على البيئة

أدّى القصف البَحري والجوي للمُدن في أثناء الحرب العالمية الثانية إلى تدمير البُنية البيئية التحتية اللازمة لمعيشة الإنسان، مما أدى إلى هِجرة الناس بسبب تدمير منازلهم، وتدمير الغابات، والحقول الزراعية، وشبكات الريّ والطُّرق، وتدمير السَّواحل وغرق السُّفن بالمياه، إذ أصبحت أوروبا عبارة عن أنقاض، ومناطق مَهجورة، وذات رائحة كريهة، وخالية من المناظر الطبيعية الخلابة التي كانت سائدة فيها قبل وقوع الحرب، كما عانت اليابان من آثار الحرب على بيئتها ففشلت المحاصيل فيها، ولم تتمكن من الحصول على الأرُز مما أدّى إلى حدوث سوء تغذية ومجاعة للسكان.[6]

تأثير زراعة الألغام والمُتفجرات في الأرض على البيئة

كانت تُستعمل الألغام في الحروب سابقاً كوسيلة لحماية الأراضي، ومنع العدو من تخطيها، والعبور إلى الطرف الآخر، وما زال هناك حوالي 70 إلى 100 مليون لُغُم نَشِط منذ الحرب العالمية الثانية منتشرين في أنحاء مختلفة من العالم، إذ تَمنع الألغام السُّكان من زراعة الأراضي والاستفادة من المصادر الطبيعية فيها، وفي حال انفجارها تُدمّر التُّربة والعناصر الموجودة فيها وتلوثها وتُسبب خللاً في نظامها، وقد يؤدي انفجارها إلى قتل الكائنات الحية وإعاقة مسار المياه.[6]

تخريب البيئة كتِكْتِيك حَربي

إذ يتم إلحاق الضرر بالبيئة كوسيلة لإضعاف العدو وإشعاره بالخوف وقَطع سُبُل المعيشة عنه، فلقد قامت الولايات المُتحدة بِرَش مُبيد الأعشاب على مساحة كبيرة من الأراضي المَزروعة في فيتنام الجنوبية، مما أدّى إلى تدميرها وحِرمانهم من الغذاء، كما استُخدِمَت المواد الكيميائية لإلحاق الضرر بالمياه وجعلها غير صالحة للاستهلاك.[6]

دولة عانت من آثار الحرب

مثال على الدول التي عانت من آثار الحرب في بيئتها:[9]تعرضت اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945م إلى هجوم نووي في منطقتي هيروشيما وناغازاكي، حيث سقطت أول قنبلة في 6 آب في منطقة هيروشيما وكانت مصنوعة من اليورانيوم، والقنبلة الثانية في 9 آب في منطقة ناغازاكي وكانت مصنوعة من البلوتونيوم، وقد أدّت الانفجارات إلى سلسلة من الحرائق وانتشار الغازات السَّامة والغُبار والجُزيئات المُشعّة في الهواء وتلويثه، وقد أثرت على المزروعات، كما أدّت إلى موت العديد من النباتات والحيوانات في لحظة الانفجار وما بعده بسبب الأمطار المُحمّلة بالملوثات المُشعة، وقد أصبحت جميع مصادر المياه السطحية مليئة بالملوّثات، ولقد امتدّ أثر القنبلة في هيروشيما إلى المناطق التي تَبْعُد حوالي 10 كم من مركز الانفجار، أما قنبلة ناغازاكي فقد امتدّ أثرها إلى المناطق التي تَبعُد حوالي الكيلو متر.

المراجع

  1. ↑ Joseph Frankel, "war"، britannica, Retrieved 5-4-2019. Edited.
  2. ↑ Joanna Harris, " What is War? - Definition & Causes"، study.com, Retrieved 5-4-2019. Edited.
  3. ↑ R.J. Rummel, "Causes And Conditions Of International Conflict And War"، University of Hawaiʻi, Retrieved 5-4-2019. Edited.
  4. ↑ "War Destroys Environment", worldbeyondwar.org, Retrieved 16-4-2019. Edited.
  5. ↑ "War and the Environment", worldwatch, Retrieved 6-4-2019. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح Michael McCally, "Environment and health: 5. Impact of war"، National Center for Biotechnology Information, Retrieved 13-4-2019. Edited.
  7. ^ أ ب William Harris, Craig Freudenrich, Ph.D, " How Nuclear Bombs Work "، howstuffworks, Retrieved 13-4-2019. Edited.
  8. ^ أ ب "Effects on Environment", nuclearfiles.org, Retrieved 13-4-2019. Edited.
  9. ↑ "The impact of war on the environment and human health", lenntech, Retrieved 6-4-2019. Edited.