-

آثار صلاة الاستخارة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

آثار صلاة الاستخارة

آثار صلاة الاستخارة كثيرةٌ، منها: الفلاح في الاختيار الرباني، والنجاح في الأمر، والتوفيق في السعي، وهذه نتيجةٌ حتميةٌ لمن فوّض أمره لله تعالى، وتكشف الاستخارة عن آثارٍ بالغة الأهمية تظهر في رضا المستخير وقناعته بقضاء الله واختياره، وحاشا أنْ تعقِب الندامة من طلب استخارة مولاه جلّ وعلا، ومن آثار الاستخارة أنّها تمنع ما قد يقع من الهمّ والحَزَن من عاقبة اختيارات المرء لنفسه، ومن هنا كانت نتيجة الاستخارة مهما كانت سبباً في سعادة العبد، يقول النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (منْ سعادةِ ابنِ آدمَ استخارتُهُ اللهَ)،[1] وهذه من أعظم الثمرات التي يجنيها العبد من صلاة الاستخارة،[2] ولا يخفى أثر الاستخارة في تربية قلوب المؤمنين على تعظيم الله سبحانه، وهو أهلٌ للتعظيم جل وعلا، كما تُرسخّ في قلوب أهل الاستخارة تعظيم أسماء الله الحسنى، وأنّ الإنسان لا غنى له عن ربه طرفة عينٍ.[3]

وتتأكّد هذه المعاني عندما يعلم المستخير أنّ الحكمة من مشروعيّة الاستخارة، هي إظهار التسليم لأمر اللّه -سبحانه- والافتقار إلى رحمته، وفيها خروجٌ من دائرة اعتماد المرء على حوله وقوّته، إلى طرق باب الملك سبحانه، ولا شيءٌ أقرب إلى رحمة الله وكرمه من الصلاة والدعاء؛ إذ فيهما تعظيم الله والثناء عليه.[4]

كيفية صلاة الاستخارة

وردت كيفية صلاة الاستخارة ودعاؤها في الحديث الصحيح الذي رواه جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- وأخرجه البخاري في صحيحه، والذي أشار فيه إلى أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- كان يعلّم أصحابهُ الاستخارة في كلّ الأمور مثلما يعلّمهم السورة من كتاب الله، ويتّضح من الحديث أنّ صلاة الاستخارة ركعتين يصليهما المسلم من دون الفريضة بنية الاستخارة، ثمّ يدعو بدعاء الاستخارة الوارد عن النبي عليه السلام، أمّا عن موضع الدّعاء؛ فقد أجاز أهل العلم الدعاء به قبل التسليم من الصلاة وبعده، ورجّح بعضهم الدعاء بعد الصلاة؛ لأنّ ظاهر الحديث يشير إلى ذلك.[5]

حالات الاستخارة

جاء عن أهل العلم في شأن الاستخارة حالاتٌ ثلاث؛ فالأولى وهي الأوفق عند جماهير أهل العلم تكون بصلاة ركعتين من غير الفريضة، ثمّ يأتي المستخير بالدعار المأثور بعدها، وأجاز الحنفية والمالكية والشافعية إلى جواز الاكتفاء بدعاء الاستخارة إذا تعذّر الجمع بين الصلاة والدعاء، وصرّح المالكية والشافعية بجوازها عقب أيّ صلاةٍ بالدعاء، وإن استحضر النية قبل الصلاة كان أولى، وإلّا جاز من غير استحضارٍ للنية، وتُكره صلاة الاستخارة في أوقات النهي، أما الدعاء وحده فلا وقت كراهةٍ فيه.[6]

المراجع

  1. ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم: 8233 ، صحيح.
  2. ↑ "أهمية صلاة الاستخارة"، www.ar.islamway.net، 15-2-2015، اطّلع عليه بتاريخ 17-2-2019. بتصرّف.
  3. ↑ عقيل الشمري، "80 فائدة من دعاء الاستخارة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-2-2019. بتصرّف.
  4. ↑ الموسوعة الفقهية الكويتية، "حكمة مشروعيّتها"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 7-3-2019. بتصرّف.
  5. ↑ مهران ماهر، "الاستخارة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-2-2019. بتصرّف.
  6. ↑ سند البيضاني، "هل تجوز الاستخارة بالدعاء دون صلاة ؟"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-2-2019. بتصرّف.