تؤثّر مشاهدة التلفاز على سلوكيّات الطفل بشكلٍ كبيرٍ، حيث يتأثّر الطفل بتصرّفات وانفعالات الشخصيّات المختلفة التي تُعرَض أمامه على التلفاز، ويزداد السلوك العدوانيّ لديه عند عرض المشاهد التي تحتوي على العنف،[1] ليس هذا فحسب بل يؤثّر التلفاز على المهارات الاجتماعيّة عند الطفل بطريقة سلبية فقد أكّد الخبراء بأنّ مشاهدة الأطفال دون سنّ الخامسة للتلفاز لمدّة زمنيّة تزيد عن الساعتين يومياً يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات السلوكيّة.[2]
تؤكّد العديد من الدراسات على وجود علاقة وطيدة بين مشاهدة الأطفال للتلفاز وتأخر تطور اللغة لديهم، والتكلّم ببطء، ومن خلال العديد من التجارب تبيّن بأنّ الأطفال الذين يشاهدون التلفاز يواجهون صعوبات في تعلّم الحديث وتطوير اللغة، حيث إنّ التلفاز يقلّل من فرص خلق حوار بين الطفل والبالغين، وقلّة التفاعل الاجتماعيّ الذي يساعد على تطوير اللغة عند الطفل.[3]
يحتاج الطفل بعد الولادة لثمانية عشر شهراً لإدراك الرموز والحركات معتمداً في تطوّر الدماغ على التعلّم التفاعليّ أي من خلال التفاعل مع الأشخاص المحيطين به، وسماع أصواتهم، ولمس الأشياء وتحريكها، وبما أنّ الرضيع غير قادر على فهم الحركات والصور ومعانيها، فلا فائدة من مشاهدته للتلفاز على الرغم من حبه لذلك، وعلى ذلك فيفضل عدم حصر نمو الطفل بمشاهدة التلفاز بكثرة، واستبدال ذلك بتعليمه مهارات عمليّة تفاعليّة.[4]
يؤدّي جلوس الطفل لفترات طويلة أمام شاشة التلفاز إلى زيادة الوزن، وإصابة الطفل بالسمنة، إذ تجعل مشاهدة التلفاز الطفل أقلّ حركة ونشاطاً، وأكثر ميلاً لتناول الوجبات غير الصحية، وقد أظهرت العديد من الدراسات بأنّ التقليل من مدة مشاهدة الأطفال للتفاز تساهم في التقليل من زيادة الوزن، والتقليل من مؤشر كتلة الجسم، ولذلك يُفضّل أن يتمّ استبدال وقت مشاهدة التلفاز للطفل باللعب، والقيام ببعض النشاطات الحركيّة.[1]