-

نشأة علم الصرف

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

نشأة علم الصّرف

تعتبر اللّغة العربية من اللّغات الحيّة الغنيّة، ذات الأصول والقواعد الثّابتة، وقد أثرى مكتبتها العديد من علماء اللّغة المشهود لهم وفي مقدّمتهم سيبويه الذي جعل من علم الصّرف والنحو علماً واحداً، بينما تمّ فصلهما في زمن لاحق وبات لكلّ منهما أصوله الخاصّة به.

تعريف عِلم الصّرف عند اللّغويين القدماء

يُعرف الصّرف بأنّه لغة التّقليب والتّغيير، ومنه جاءت عبارة تصريف الرّياح، أي غيّر وجهتها إلى الجّهة الأخرى، فلا يقصد به تغيير الكلمة بأخرى، وإنّما هو التّغيير بحدّ ذاته وبمختلف أشكاله، وقد عرّف اللّغويون علم الصّرف بما يلي:

  • سيبويه: هو بناء ما لم تتلفّظ به ألسنة العرب، على مثال ما نطقت به.
  • ابن عصفور الإشبيلي: هو معرفة ذوات الكلمات من جنسها دون تركيب مع ضرورة معرفة أحوالها التي تجوز لها بعد تركيبها.
  • ابن الجني: هو أن تؤخذ الحروف الأصليّة للكلمة، وتُحرّف بزيادة حرف، فتتغيّر.
  • ابن الحاجب: هو علم له قواعده، يمكننا أن نعرف من خلاله أحوال بناء الكلام والتي لا يمكن إعرابها.

تعريف علم الصرف عند اللّغويين المحدّثين

  • محمود فهمي حجازي: علم الصّرف يُعنى بدراسة الوسائط، التي تستعمل في كل لغة لتأليف الكلام، بحسب القواعد الصرفيّة الخاصة بكلّ لغة من اللّغات.
  • عبد الصّبور شاهين: هو عملية تحويل الأصل من الكلمة إلى مفردات لها أكثر من معنى لا تتمّ إلّا بها حصراً، كعمليّة تحويل المصدر من الكلمة إلى كلٍ من اسم الفاعل، واسم المفعول، واسم المكان، واسم التفضيل وغيرها.
  • ماريو باي: هو دراسة التراكيب اللّغوية، وعلى وجه الخصوص تلك التي تطرأ على الكلمات، فتغير معناها المعروف إلى معنى مختلف آخر، وجعل منه أحد فروع علم اللّسانيات، وواحد من مستويات التحليل اللّغوي.

نشأة علم الصرف

نشأ علم الصرف مرافقاً لعلم النّحو وذلك لعدّة أسباب منها:

  • حفظ القرآن الكريم ملحناً، بعد دخول العديد من الشعوب في الإسلام، والتي ليست ذات أصول عربيّة.
  • فهم الّنصوص القرآنية وتعليم الّلغة العربية للأعاجم الذين اعتنقوا الإسلام، باعتبار أنّ المصحف الشّريف قد أُنزل بالّلغة العربية، وهو أهمّ مصدر تشريعيّ.
  • انتشار بعض الأخطاء اللغوية وشيوعها بين العامّة.

المصادر القواعديّة لعلم الصرف

استقى علم الصرف قواعده من عدّة منابع، أهمّها:

  • القرآن الكريم.
  • السنّة النبويّة.
  • لسان العرب من شعر ونثر.

الفرق بين علم الصرف وعلم النحو

يكاد علم الصرف يشمل علم النحو وينصهر معه، إلاَّ أنّه يتميّز عنه، من خلال البحث في تغيير بناء الكلمات، في حين أنّ النحو يُعنى بتغيير أواخر الكلمات.