-

ظهور الإسلام في شبه الجزيرة العربية

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

شبه الجزيرة العربيّة

كانت شبه الجزيرة العربيّة قبل ظهور الإسلام مسرحاً لكثير من الأحداث، فهذه المنطقة الجغرافيّة هي قلب العالم قديماً وحديثاً، ففي إحدى قراها وهي مكّة المكرّمة يوجد أشرف وأقدس بيت وُضع للنّاس في الأرض وهو المسجد الحرام، كما شهدت تلك المنطقة ظهور دعوات لعدد من الأنبياء والرّسل منهم نبيّ الله صالح عليه السّلام الذي أرسله الله تعالى إلى قوم ثمود الذين سكنوا منطقة الحجر، وكذلك هود عليه السّلام الذي أرسل إلى قوم عاد الذين سكنوا في منطقة الأحقاف في الجزيرة العربيّة.

ظهور الإسلام في شبه الجزيرة العربيّة

كانت نقطة التّحول الكبيرة في تاريخ الجزيرة العربيّة يوم ظهر الإسلام فيها، فحمل النّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام أمانة تبليغ النّاس رسالة الإسلام الخالدة، ودعوتهم إلى دين التّوحيد وعبادة الله وحده، وكانت بداية هذا الظّهور يوم بُعث النّبي الكريم بعد أربعين سنة من مولده الشّريف أي في عام 611 ميلادي، وأدّى ظهور الإسلام إلى تغيير كثير من المظاهر التي ألقت بظلالها القاتمة على النّاس ولقرون طويلة.

مظاهر تغيُّر شبه الجزيرة العربيّة بعد الإسلام

  • القضاء على القبليّة والنّزعة العرقيّة التي كانت سائدة في شبه الجزيرة العربيّة، فكان سكّان الجزيرة العربيّة عبارة عن قبائل وعشائر كالأوس والخزرج في المدينة، وقريش وبنو كنانة في مكّة، وكندة، وطيء، وغطفان وغيرها، وكان التّفاخر في الأنساب عظيماً؛ حيث كان كلّ فرد يفتخر بقبيلته وعائلته التي ينتسب إليها ويرى أنّها أفضل القبائل والعوائل، لذلك دارت في شبه الجزيرة العربيّة قبل الإسلام وبدافع القبليّة والحمية كثير من المعارك التي دامت سنوات مثل داحس والغبراء، وبعاث، وحرب البسوس، وعندما أتى الإسلام أكّد على وحدة الإنسانيّة وأنّه لا فضل لإنسان على آخر إلاّ بالتّقوى والإيمان، كما نهى عن القبليّة والتّحزب حينما أكّد على معنى الأخوّة في الإسلام فكلّ عباد الله إخوان ألّف الله بين قلوبهم بفضله تحت ظلال الإسلام الوارفة، ولتنطلق جحافل جيوش المسلمين الموحّدة لتفتح مشارق الأرض ومغاربها، ويشّع نور الإسلام في أنحاء المعمورة.
  • القضاء على المنكرات بجميع أشكالها، فانتشرت بين سكان الجزيرة العربيّة المنكرات والمعاصي، فاستحلّوا الخمر والزّنا وكلّ مساوئ الأخلاق، كما عبدوا أصناماً من حجارة صنعوها بأيديهم لتقرّبهم إلى الله تعالى بزعمهم، فجاء الإسلام بنوره ومنهجه الرّباني ليحرّم تلك الأفعال والمنكرات جميعها، وليؤسّس منهجاً ربّانياً كاملاً في التّشريع والأخلاق كفيلاً بأن يحقّق السّعادة للناس جميعاً في الدّنيا والآخرة.