-

نشأة علم الفقه

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

تعريف الفقه لغة

الفقه باللغة يعني الفهم، حيث يقول سبحانه وتعالى: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) [الإسراء: 44]ويقول ابن القيم في تعريف الفقه بأنه فهم المعنى المراد، قال تعالى: (قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ) [هود: 91]. كما قيل أن الفقه هو: الفهم الدقيق.

تعريف الفقه اصطلاحاً

أما الفقه بالاصطلاح فيقصد به: معرفة الأحكام الشرعية العملية بأدلتها التفصيلية، وشرح التعريف السابق فيكون على النحو التالي:

  • معرفة: حيث إنّ الفقه يكون إمّا علماً أو ظناً، ومسائله ليست جميعها علمية بشكل قطعي، ويتضح ذلك في الأمور الاجتهادية، ولذلك قيل أنه معرفة ولم يُذكر أنه علم.
  • الأحكام: هي جمع حكم، ويقصد بها الأحكام التكليفية سواءً المباحة، أو المستحبّة، أو الواجبة، أو المحرّمة، أو المكروهة.
  • الشرعية:أي أنّ مصدرها من الشرع .
  • العملية: أي لا علاقة لها بما هو معتقد بالإعتقاد الجازم كالزكاة والصلاة، أي المقصود بما يتعلق بالاعتقاد كتوحيد الله ومعرفة صفات الكمال لله عز وجل.
  • أدلتها التفصيليّة: يقصد بها التفصيل وليس الإجمال، أي أن الفقه بيّن الأحكام الشرعية وما يدل عليها.

نشأ الفقه

الفقه هو أمور الحياة من كيفيّة الصلاة، وكيفيّة الصوم، والزواج، والطلاق، ودفن الميت، وما هو حلال وحرام في أمور البيع، والحدود والعقوبات، أي أنّه شامل لجميع أمور الحياة.

نشأ الفقه مع نزول الشريعة الإسلامية على النبي عليه الصلاة والسلام وتعليمه لصحابته، حيث حثّ النبّي المستمعين على تبليغ الفقه، حيث كان الصحابة في ذلك الوقت يسألون النبي عليه الصلاة والسلام عن أي أمر فيجبهم، ومن بعد وفاة النبي لم يكونوا بحاجة ماسة للاجتهاد إلا ما ندر، كونهم يتمتعون بصفاء النفوس والصدق والمعرفة بأساليب اللغة العربية ومعرفة أسرارها، أما في حال أشكل عليهم أمر ما، كانوا يذهبون إلى العلماء ويسألونهم فيجيبونهم بحسب الكتاب والسنة النبوية، وكذلك كان يفعل التابعون، إلى أن ظهرت ظاهرة في عصر التابعين وهي بروز فقهاء المدينة وهم سبعة: عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعبيد الله بن عبد الله بن مسعود، وأبو بكر بن الحارث بن المغيرة، وسليمان بن يسار، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وخارجة بن زيد.

إذا قيل من في العلم سبعة أبحر

فقل هم عبيد الله عروة قاسم

بعد ذلك سطع نجم الأئمة الأربعة وهم: المالكي، والحنفي، والشافعي، والحنبلي، كما ظهرت مدرستان في الفقه هما:

  • مدرسة أهل الحيث أو الحجاز: حيث أُخذت هذه المدرسة عن كل من: سعيد بن المسيب، وعبد الله بن عمر، وزيد بن ثابت، القاسم بن محمد، وسالم بن عبد الله، ومن أشهر أئمتها: الإمام الشافعي، والمالكي، والحنبلي.
  • مدرسة أهل الرأي أو الكوفو: حيث أُخذت عن عمر بن الخطاب، عبد الله بن مسعود، وعن إبراهيم النخعي، ومن أئمتها الحنفي.

أهمية علم الفقه

تبرز أهمية الفقه في معرفة الأمور التالية:

  • معرفة أربعة من أركان الإسلام.
  • فروض الأعيان.
  • التفريق بين الحلال والحرام.
  • بناء الحياة وفق ما يطابق أحكام الشرع.
  • تعليم الشريعة للناس بعد تعلّم الفقه.