نشأة دولة الموحدين طب 21 الشاملة

نشأة دولة الموحدين طب 21 الشاملة

دولة المُوحّدين

هي دولة إسلاميّة تأسَّست في عام 515هـ/1121م على يَد (ابن تومرت)، وتُنسَب إلى جماعة إسلاميّة تُؤمن بأنَّ الله -تعالى- هو وحده فوق التشبيه، وهم يُنزِّهونه عن كلِّ تشبيه له بالخَلْق، وقد ضمَّت دولة المُوحّدين في أَوْج ازدهارها مساحة جغرافيّة كبيرة؛ حيث شملت المغرب العربيّ، وامتدَّت من مصر إلى الأطلسيّ، بالإضافة إلى الأندلُس (إسبانيا حاليّاً)، واستمرَّ عهد الدولة إلى عام 674هـ/1275م.[1]

نشأة دولة المُوحّدين

نشأت الدولة المُوحِّدية، أو دولة المُوحِّدين في القرن السادس الهجريّ، وكان ذلك على يَد شخص يُعرَف باسم (ابن تومرت)، وهو مُحمَّد بن عبد الله بن وجليد بن يامصال الذي لقَّبه الكثيرون ب(المهديّ)، وسانده في ذلك رجلان من أصحاب العِلم، وهما: أبو مُحمَّد عبد الله بن محاسن الونشريسيّ، وعبد المُؤمن بن علي التاجريّ الكوميّ الندروميّ، ومن الجدير بالذكر أنّ ابن تومرت اجتهدَ في دراسة اللُّغة، والدِّين في بلاد أوروبّا، والمشرق، وتبنَّى حركة دينيّة إسلاميّة تهدف في الأساس إلى إنشاء خلافة إسلاميّة ترجع بالأُمَّة الإسلاميّة إلى عهد الخُلفاء الراشدين، والتركيز على مبدأ التوحيد الخالص، ومن هنا جاء اسم الدولة (المُوحِّدية)، واسم الأنصار، والتابعين لها (المُوحِّدين)، وقد سعى ابن تومرت جاهداً؛ لنَشْر هذه الحركة الدينيّة، وأخذَ يجهر بها في كلِّ بلد يذهب إليه، ومنها العواصم العربيّة السياسيّة، والعِلميّة، مثل: مصر، وتونس، وطرابلس، وقسنطينة، ومراكش، وتلمسان، وفاس، وقد أيَّده في دعوته عدد كبير من الأتباع، ممّا مكَّنه من قيادة ثورة كبيرة، استطاع من خلالها الدعوة إلى الأصول الجامعة، والقضاء على الفروع، كما أنَّه أسَّس حكومته في المغرب العربيّ، وأضفى عليها الصبغة المهدويّة، والتأويل العقليّ.[2]

واستمرَّ ابن تومرت بحَشد الأنصار، والمُؤيِّدين لدعوته، إلى أن حَظِي بمُبايعة الأُمَّة المغربيّة له؛ لتولِّي الولاية في عام 516هـ، وذلك بعد أن استطاع القضاء على دولة المُرابطين في المغرب الأقصى، علماً بأنّه استمرَّ في ولايته إلى أن تُوفِّي في عام 524هـ، وقد استلم الحُكم من بعده عبد المُؤمن بن علي الذي وسَّع حُدود حُكمه؛ لتشمل المغرب الأقصى بأكمله في عام 541هـ، وأعلن بذلك عن نشوء دولة المُوحِّدين، كما وسَّع حُدود دولته، لتضُمَّ الأندلُس، وقُرطبة، وخاض معركة الأرك ضِدَّ الإسبان، وقضى على حُكم النورمان، والمُرابطين في مراكش، وتونس، وممّا يجدر ذِكره أنّ المغرب العربيّ تَوحَّد في عهد دولة المُوحِّدين على مذهب واحد هو مذهب الإمام مالك، وثقافة واحدة، واستطاع عبد المُؤمن بحِنكته العسكريّة تكوين جيش قويّ بلغ عدد جُنوده نحو النصف مليون مُقاتل.[2]

وتولَّى حُكم الدولة المُوحِّدية بعد وفاة عبد المُؤمن خليفته (أبو يُوسف يعقوب بن يُوسف المنصور) الذي بلغت الدولة في عهده عصرها الذهبيّ، وأَوْج ازدهارها؛ حيث بُنِيت القِلاع، والمساجد، والمُستشفَيات، وغيرها من مظاهر التطوُّر، واستمرَّ المنصور في حُكمه إلى أن تُوفِّي في عام 595هـ، واستلم الحُكم مَحلَّه ابنه (مُحمَّد الناصر)، وقد شَهِدت الدولة المُوحِّدية في عهده بداية سُقوطها؛ بسبب الهزائم المُتتالِية، واستمرَّت الدولة على ذلك إلى أن وقعت تحت حُكم بني مرين في عام 668هـ.[2]

النُّظم والتنظيمات في دولة المُوحِّدين

ضمَّت دولة المُوحّدين نُظماً سياسيّة، وإداريّة، وقضائيّة، وعسكريّة، شَأنها في ذلك شَأن الدُّول الأخرى، وفيما يأتي شرحٌ لكلٍّ من هذه النُّظم:[3]

أسباب سُقوط دولة المُوحِّدين

هناك عِدَّة أسباب رئيسيّة مهَّدت الطريق لسُقوط دولة المُوحّدين، ومن أهمّ هذه الأسباب:[4]

المراجع

  1. ↑ دائرة المعارف العالمية، باحثون عرب، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 371، جزء الرابع والعشرين. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت عبد الرحمن عبان، الشعر التعليمي في الأدب الجزائري القديم على عهد الموحدين، صفحة 18-23. بتصرّف.
  3. ↑ صديقي عبد الجبار، سقوط الدولة الموحدية دراسة تحليلية في الأسباب و التداعيات، صفحة 48-58. بتصرّف.
  4. ↑ وليد بزوجي، دولة الموحدين بعد موقعة العقاب، صفحة 125-129. بتصرّف.