نشأة علوم القرآن
القرآن الكريم
أنزل الله سبحانه وتعالى على نبيّه محمّد عليه الصّلاة والسّلام القرآن الكريم ليكون خاتمة الكتب السّماويّة، الذي تحدّى الله فيه البشر على أن يأتوا بسورةٍ من مثله، وهو الكتاب المعجز، المتعبّد بتلاوته، الذي يُعّد المرّجع الرّئيسي في استنباط الأحكام والمسائل الفقهّية.
اهتمام المسلمين بالقرآن الكريم
منذ أن كانت آيات الله تعالى تتنزّل على نبيّه الكريم والمسلمون يولونها اهتمامًا خاصًّا كان بين يَدي النبيّ الكريم صحابة كرام يكتبون عنه الوحي في الصّحف والرّقاع وسعف النّخيل، كما كان كثيرٌ منهم يَحفظونه في صدورهم وعن ظهر غيب. بعد وفاة النّبي عليه الصّلاة والسّلام وانقطاع الوحي قرّر الصدّيق رضي الله عنه أن يجمع آيات القرآن الكريم خوفًا من ضياعها، ثمّ بعد ذلك جمع عثمان بن عفان رضي الله عنه المصاحف في مصحفٍ واحد بعد أن انتشر اللّحن في القراءة في الأمصار.
نشأة علوم القرآن الكريم
عرف المسلمون علوم القرآن في القرن الثّالث الهجري عندما بدأ العلماء في تدوين كلّ ما يتعلّق بالقرآن الكريم من علومٍ ومسائل، فكتب الشّيخ أبو عبيد القاسم في النّاسخ والمنسوخ، وكتب شيخ الإمام البخاري علي بن المديني في أسباب نزول آيات القرآن الكريم، ثمّ توالت جهود العلماء المسلمين في تدوين علومٍ كثيرة من علوم القرآن الكريم فكتب العلماء في إعراب القرآن، وفي إعجازه وبيانه، وفي متشابهه ومحكمه، وفي تفسير آياته.
أوّل مصنّف في علوم القرآن الكريم
كان بدر الدين الزّركشي الذي عاش في العصر الثّامن الهجري أوّل من ألّف كتابًا شاملًا في علوم القرآن الكريم سمّاه البرهان في علوم القرآن، وقد قسّمه إلى سبعة وأربعين فصلاً تحدّث في كلّ فصل منها عن علمٍ من علوم القرآن، وكان أوّل علمٍ يتحدّث عنه علم معرفة أسباب النّزول، وقد جاء الإمام جلال الدّين السّيوطي في القرن التّاسع الهجري ليؤلّف كتابه الإتقان في علوم القرآن مُعتمدًا بشكلٍ أساسيّ على كتاب البرهان للزركشي.
أبرز علوم القرآن
من أبرز علوم القرآن التي دوّن فيها العلماء نذكر:
- علم تفسير القرآن: هو العلم الذي يتعلّق بتفسير آيات القرآن الكريم، ومن أشهر الكتب التي ألّفت في ذلك كتاب الإمام الطبري.
- علم أسباب النّزول: هو علمٌ يتعلّق ببيان أسباب نزول الآيات والسّور القرآنيّة، ومن أشهر من دوّن في هذا العلم عليّ بن المديني.
- علم النّاسخ والمنسوخ: هو العلم الذي يتعلّق بما نسخ من القرآن الكريم من آياتٍ لفظًا أو حكمًا، ومن بين من ألّف فيه المكّي وابن العربي.