حقيقة ظهور يأجوج ومأجوج
يأجوج ومأجوج
قال تعالى: (قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا*قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا*آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا) [الكهف:94-96].
يأجوج ومأجوج هما اسمان موجودان في أغلب الكتب السماوية والدّينية كالإسلامية والمسيحية واليهودية، كما ظهر اسمهما في بعض الأعمال الأدبية لاحقاً، ولكنْ لا يوجد تفسيرٌ مقنعٌ فيما يتعلق بسبب تسميتهما بهذا الاسم، فهناك من يعتقد أنَّ هذه الكلمات من أصلٍ عبريٍ بعد حذف حرف الواو وتعني بابل، وهناك من يقول إنّها من أصلٍ صينيٍ، وتَعني قارةَ شعبِ النّخيل وهم المغول وبعض الدّول المجاورة للصين.
هناك من يقول إنَّ أصلهما عربي واختلفوا في اشتقاقهما، فهناك من قال إنّهما اشتُقّا من أجيج النّار أي التهابها، وهناك من يقول إنّهما اشتُقّا من الأجاج أي الماء شديد الملوحة، والبعض يقول إنّهما اشتُقّا من الأج ويعني سرعة العدو، أو اشتُقّا من الأجة وتعني الاضطراب والاختلاط.
ظهور يأجوج ومأجوج وهلاكهم
ورد حديثٌ نبويٌ عن النبي عليه الصلاة والسلام يفيد أنّ يأجوج ومأجوج يحفرون سداً كلّ يوم، وعندما يكادون رؤية شعاع الشمس، يقول المسؤول عنهم: ارجعوا لتكملوا الحفر غداً، وبذلك يعيده الله عز وجل لأشد وأصلب مما كان عليه، وذلك لعدم قولهم: إن شاء الله.
لكن عندما يأمر الله بخروجهم فسيخرجون، إذ يقول الذي عليهم ارجعوا لتكملوا غداً إن شاء الله، فيرجعون إليه فيجدونه كما تركوه، ويكملون الحفر ويخرجون على النّاس، ويشربون كل ما بطريقهم من ماء، ويتحصّن منهم النّاس، فيرمون سهامهم إلى السماء وتعود كأن عليها دم، فيقولون قهرنا أهل الأرض وعلونا ما في السّماء، حينها يبيدهم الله بقدرته.
موقع يأجوج ومأجوج
لا يوجد أي دليلٍ قاطعٍ يبيّن مكان الرَّدم الذي حُجز فيه قوم يأجوج ومأجوج حتى في القرآن الكريم والسّنة النبوية، إلا أنّ بعض المؤرّخين والمهتمين بالتّاريخ ومراجعة المصادر غير الإسلامية يقولون: إنّ السدين المائيين هما البحر الأسود وبحر قزوين، وهذه المنطقة موجودة بين السدين والفاصلة بين بأوسيتيا الشمالية التابعة لروسيا وأوسسيتيا الجنوبية وهي جورجيا حالياً، وهناك مُضيقٌ جبليٌ بينهما يُطلق عليه مضيق داريال، فيعتقدون أنّ قوم يأجوج ومأجوج كانوا جنوب المضيق، والفرس العلان كانوا في شماله، ويقال إن الفرس العلان كانوا يتعرّضون للحروب من قِبل يأجوج ومأجوج باستمرارٍ وبشكلٍ دموي، والله أعلم.