اتفق أهل السِّيَر على أن خديجة -رضي الله عنها- كانت أول من أسلم وآمن بدعوة الإسلام، وقد حصل خلاف على من أسلم بعدها، فذهب أكثر أهل العلم إلى أن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- كان أول من أسلم بعد خديجة، حيث تربى في حجر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وآمن به وصدقه، وقد كان سبب تربية علي في حجر النبيّ أن أبا طالب عمّ النبيّ كان كثير العيال ولا يستطيع الإنفاق عليهم، فاتفق النبيّ الكريم مع عمّه العباس على أن يكفل كل منهما واحداً من أبنائه، فاختار النبيّ عليّاً ليتكفل بتربيته، واختار عمّه العباس جعفر.[1]
ثم أسلم بعد علي زيد بن حارثة، وهو مولى النبيّ عليه الصلاة والسلام، حيث اشتراه ثم أعتقه، ثم أسلم بعده أبو بكر الصديق، وقيل إن أول الناس إسلاماً كان أبو بكر الصديق، ثم تبعه عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، وثلة من الصحابة الذين أسلموا بفضل دعوة الصديق رضي الله عنهم.[1]
كان للسيدة خديجة فضل السبق إلى الإيمان بدعوة الإسلام حيث كانت أول من آمن بالنبيّ وصدّقه، كما وقفت معه وساندته؛ فأنفقت عليه من مالها لتَفرُّغه بالرسالة، وأسكنته في بيتها، وآزرته في دعوته، وكانت مثالاً للزوجة الحانية، والرفيق المواسي والساعي له، والوزير الصادق.[2]
كان الصديق أبو بكر -رضي الله عنه- من السابقين إلى الإسلام، حيث كان أول من أسلم من الرجال حينما جاءه النبيّ عليه الصلاة والسلام، فعرض عليه الدعوة إلى الإسلام، وآمن بها بسرعة، دون أن يتردد في ذلك.[3]