يُشار إلى أنّ العالم المسلم عباس بن فرناس هو أول شخص حاول الطيران، وكان ذلك في القرن التاسع في قرطبة بإسبانيا، حيث تمكن من بناء آلة طيران تطير في الهواء الطلق، وساعده في ذلك دراسته لعالم الطيور؛ إذ مكنته من التعرف على حقائق الطيران،[1] فقرر الطيران وعمل جناحين مصنوعين من الريش على إطار خشبيّ،[2] ويُذكر أنَّ الجناحين ساعداه في الطيران إلى مسافة بعيدة، وبالتالي فإنَّ عباس بن فرناس أول طيار يطير في الجو.[3]
يجدر بالذكر أن قبل آلاف السنين قام عباس بن فرناس بمحاولات مُتعددة لعمل آلة طيران، وهذا ما دفعه إلى القفز من أعلى مئذنة الجامع الكبير في قرطبة، وذلك في عام 825 وقد استخدم في طيرانه عباءة، ومدعومة بقوائم خشبيّة، وكان حلمه في ذلك أنْ يُحلق كالطيور؛ إلّا أنَّه لم ينجح في ذلك، وأُصيب بعدد من الجروح البسيطة، وأعاد الكرّة مرة أخرى في عام 875، وكان عمره في ذلك الوقت قرابة 70 عاماً، حيث طوّر جهازاً من الحرير، ومن ريش النسور، وحاول القفز من أعلى جبل، ووصل في طيرانه إلى ارتفاع عالٍ، ومكث في الطيران مدة 10 دقائق؛ وعندما أراد الهبوط تحطّم وتأذى؛ وذلك لعدم وضعه ذيل للجهاز الذي طوّره.[4]
عباس بن فرناس (أبو القاسم)، وهو مخترع أندلسيّ من قُرطبة، وكان شاعراً، وفيلسوفاً، وعالماً بالفلك، ويُذكر أنَّه أول من استنبط صناعة الزجاج في بلاد الأندلس، كما وصنع الميقاتة؛ من أجل التعرف على الأوقات، ومثل في بيته السماء بما تحويه من غيوم، ونجوم، ورعد، وبرق،[3] وتوفي عام 884م، ولقد افتخر العرب بهذا العالم، وسمّوا مطار بغداد الدولي، وفوهة أحد البراكين المغربيّة على اسمه،[4] كما ووصفه شعراء عصره بأبيات من الشعر.[3]