ورد عن الإمام القرطبي -رحمه الله- في أول من طاف بالكعبة قولين؛ أولهما أنّ الملائكة هم من أسّسوا للبيت الحرام وطافوا به، وثانيهما أنّ آدم -عليه السلام- قد أُمر بتأسيس موضعٍ للبيت الحرام، ثمّ جاءه الأمر من جبريل -عليه السلام- بالطواف به، وقد ضعّف ابن كثير القول الثاني.[1]
إذا أقبل المسلم إلى بيت الله الحرام ناوياً الطواف فيه؛ فعليه أن يجعل الكعبة عن يساره ويبدأ شوطه الأول من أمام الحجر الأسود ويستلمه ويقبّله، وإن لم يستطع تقبيله استلمه بيده، فإن لم يستطع أشار إليه من بعيدٍ، مردّداً قول: "الله أكبر"، ثمّ يجعل الكعبة عن يساره ويبدأ شوطه الأول، ويسنّ للرجل المحرم أن يظهر كتفه الأيمن وهو ما يسمّى بالاضطباع، ويسنّ كذلك أن يُرمل بالمشي خطواتٍ سريعةٍ متتابعةٍ في الأشواط الثلاثة الأولى، فإن لم يستطع الطائف أن يرمل لزحامٍ أو سواه فلا بأس عليه، وينتهي الطواف بإتمام سبعة أشواطٍ، كلّ شوط منها يبدأ من الحجر الأسود وينتهي عنده.[2]
حتى يصحّ الطواف لصاحبه عليه أن يلتزم شروطاً عدّة، يُذكر منها:[3]