الخمس مدن الغربية
مدن الغربيّة
المدن الغربيّة هي مدن أسسها الإغريق في أوائل القرن السابع قبل الميلاد ضمن إقليم قورينائيّة الواقع شرق ليبيا، وذلك من أجل أن تكون مركزاً للحضارة الإغريقيّة في القارة الإفريقيّة، وقد سُميت بالخمس مدن الغربية لتمييزها عن الخمس مدن الشرقيّة الواقعة شرق ساحل البحر الأبيض المتوسط في لبنان وهي: سدوم، وعمورة، وأدمة، وسيجور، وصبوئيم، أما المدن الغربيّة الخمس فهي: قورينا أو القيروان، وهي مدينة شحات حالياً، وأبولونيا، وهي مدينة سوسة حالياً، ويوسبريديس أو برنيق، وهي مدينة بنغازي الليبيّة حالياً، وطوشيره التي تقوم محلها حالياً مدينة توكره، وبرقة المرج القديمة حالياً، وسنتحدث في هذا المقال بالتفصيل عن الخمس مدن الغربيّة.
الخمس مدن الغربيّة
القيروان
تُدعى أيضاً بسيرين، وهي أقدم المدن الخمس التي بناها الإغريق عام 631 قبل الميلاد في منطقة الجبل الأخضر لتظلّ سالمة من خطر قراصنة البحار، وهي ليست مدينة القيروان الموجودة حالياً في تونس، ويُلفظ اسمها أيضاً قورنية، وقرنية، وقريني، ويُرجح أنّ سمعان القيرواني جاء اسمه من المدينة، ويُذكر أنّه حمل صليب المسيح.
برنيق
تسمى أيضاً برنيقة، أو برنيقة القرينية، وخلال عهد البطالمة تم تغيير اسم المدينة إلى برنيق، وهو اسم زوجة بطلميوس الأول، وتُعرف هذه المدينة العتيقة في الوقت الحالي باسم بني غازي، وهي عاصمة لولاية برقة في ليبيا.
برقة
تُسمى بباركه، وهي ثالثُ مدينة من ناحية القِدم بين المدن الخمس الغربيّة، وتقع في الجبل الأخضر، كما تُعرف المدينة باسم طلميثة، أو طلميثا، أو طليموسة، وتقع في مكانها اليوم مدينة المرج؛ ومن الآثار القديمة الباقية من عهد برقة ميناء قديم يسمى بطولومايس.
طوشيرا
تُسمى في الوقت الحاضر مدينة توكره أو طركرا، وبناها الإغريق على الساحل عام 510 قبل الميلاد، ويُرجح أنّها كانت بمثابة ميناء آخر لمدينة برقة، ومن الأسماء القديمة للمدينة هو أرسينوى على اسم والدة بطلميوس الثالث.
أبولونيا
بنى الإغريق مدينة أبولونيا على الساحل لتكون ميناءً لمدينة سيرين أو القيروان السالف ذكرها، وهي في الوقت الحالي تُعدّ ميناءً لمدينة سوسة، ونشأ في الفترة اللاحقة ميناء آخر للقيروان عُرف بمرفأ درنة الذي يسود غالب الظن حولها أنّها درنا بوليس المولود فيها القديس مارمرقس.
سكان الخمس مدن الغربيّة
يُعتقد لدى المسيحيين أنّ هذه المدن الخمس الغربيّة بُشّر فيها القديس مارمرقس قبل قدومه إلى مصر، وكانت الشعوب التي سكنت تلك المدن قديماً عبارة عن خليط من الليبيين الأصليين، والإغريق، والرومان، واليهود أيضاً، وتباينت الأديان التي كانوا يدينون بها، فبعضهم كان يُقدس مكوّنات الطبيعة كالأشجار، والجبال، فيما تأثر البعض الآخر باعتقادات الفراعنة في مصر كعبادة إيزيس، وأوزوريس، والشمس والقمر، أما ما تُسمى بالطبقة الأرستقراطيّة الرومانيّة فكانت تعبد الأجرام السماويّة ككوكبيّ المريخ والزهرة، أما عن اللغة السائدة فاعتُبرت اللغة اليونانيّة إحدى مظاهر الثقافة اليونانيّة المُنتشرة بين السكان.