-

مقومات المجتمع الإسلامي

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

تقديم أمر الله تعالى

يكون ذلك بتوحيد الله تعالى وحده لا شريك، وهذا المقوّم أولها وأهمها ولا ينبغي للمسلم أن يتجاوزها، فيستسلم المسلم لله تعالى بالتوحيد، وهذه الدعوة هي ما جاء به رسل الله تعالى جميعاً، ويلزم منها الانقياد لله تعالى وطاعته، حيث قال تعالى: (اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ)،[1] فيتبرأ المسلم من الشرك وأهله، والجزء الآخر من تقديم أمر الله هو التحاكم إلى شرعه، ويرد ذلك في قوله تعالى: (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ)،[2] والتحاكم إلى شرع الله يعني الرجوع إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام.[3]

اتباع السُّنة

إنّ اتباع السنة وترك البدعة من أعظم الوصايا التي وصى بها الله تعالى بعد الأمر بتوحيده، كما أنّ ترك البدعة يأتي في الدرجة التالية من الأهمية، حيث إنّ البدعة من أعظم المحرمات بعد الكفر، وأكبر جرمًا من الكبائر الفعلية كالسرقة، أو الزنى، أو شرب الخمر، لذلك قد نهانا الله تعالى عن اتباع الهوى،[3] حيث قال: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ)،[4] والاتباع هنا يكون بأن يتبع المسلم هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك في كل أمر وشأن ابتداء من التوحيد إلى المندوبات والمباحات.[3]

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

إنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هما أصل من أصول الإسلام، ومن أسمى وظائفه، وذلك لقوله تعالى: (رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)،[5] وقد كانت الأمة الأسلامية خير أمة أخرجها الله تعالى للناس لقيامها بوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،[6] حيث قال تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ)،[7] وفي حال تعطلت هاتان الشعيرتان فإنّ الظلم والفساد سيأخذان بالانتشار، وتستحق بهما الأمة لعنة الله، كما لُعن بنو إسرائيل من قبل، ولا يتصدر لهذه المهمة إلا من يعرف مقاصد الشرع، ومن يتحلى بالأخلاق الكريمة، ويعامل الناس باللين والحكمة.[6]

الأخوة والتضامن بين المسلمين في المجتمع

جعل النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأخوة والمحبة ركيزة أساسية في بناء المجتمع المسلم، وظهر ذلك من خلال سرعة اندماج الأفراد في المجتمع، وزوال الحواجز النفسية، واختفاء الفوارق الاجتماعية، فكان الفرد في هذا المجتمع مشغولا بهمّ الأمة، ويسعى إلى تحقيق وحدتها وهدفها النبيل، وصور هذا التكافل يمكن إجمالها في ثلاث نقاط هي: التكافل الاجتماعي، والآداب الأخلاقية بين المسلمين التي تظهر على سلوكهم، والشورى بينهم،[8] وذلك كلّه يأتي مصداقًا لقوله صلى الله عليه وسلم: (مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمِهم وتعاطفِهم كمثلِ الجسدِ الواحدِ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسدِ بالحمى والسهرِ).[9]

المراجع

  1. ↑ سورة الأعراف، آية: 65.
  2. ↑ سورة الشورى، آية: 10.
  3. ^ أ ب ت الشيخ سفر بن عبد الرحمن الحوالي، دروس للشيخ سفر الحولي، صفحة 2-3-4-5-6، جزء 13. بتصرّف.
  4. ↑ سورة الأنعام، آية: 153.
  5. ↑ سورة النساء، آية: 165.
  6. ^ أ ب "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، الإسلام سؤال وجواب، 23-3-2001، اطّلع عليه بتاريخ 15-1-2018. بتصرّف.
  7. ↑ سورة آل عمران، آية: 110.
  8. ↑ السيد أحمد المخزنجي (16-3-2015)، "مقومات المجتمع الإسلامي في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم "، شبكة الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 15-1-2018.
  9. ↑ رواه ابن تيمية، في مجموع الفتاوى، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 28/208 ، صحيح.