إثراء الخبرات ليست الهدف الوحيد من العمل، فهناك وظائف تتيح للشخص بأن يتحمّل مسؤوليّات صعبة ومهمة، وهذا مفيد لتطوير المهارات في العمل، وهناك بعض الأمور التي توضّح أهمية تجربة العمل، وهي:[1]
الحصول على المال مقابل العمل يعدّ تحفيزاً جيداً، لكنه ليس الغاية الوحيدة والجوهريّة لذلك، إذ يجب أن يقوم الآخرون بالعمل، لأنّهم يستمتعون بالنشاط الذي يقومون به إلى جانب كونه يخدم مصالحهم، ويعدّ الصيادون مثالاً على ذلك؛ حيث يقومون بممارسة الصيد لحبهم لهذه المهنة، والكثيرون منهم يطلقون السمك في البحر بعد اصطياده، ويذكر أنّه بعد سقوط الاتحاد السوفييتي لم يتقاضَ الموظّفون رواتبهم لعدّة أشهر، لكنّهم استمروا بالعمل بالرغم من ذلك، لأنهم يعتبرون أنّ قضاء يومهم في روتين العمل المألوف أفضل من قضاء اليوم في المنزل، ويشير علماء النفس السلوكيّ أنّ العمل يعدّ تعزيزاً اجتماعياً للأشخاص، حيث إنّ المدح، والثناء، والعلاقات الجيّدة بين الأشخاص في العمل يحفّز الآخرين على القيام بالعمل بجديّة ويجعل الشخص مُحبّاً لعمله.[2]
تختلف دوافع العمل من شخص لآخر فالبعض يرغب في تطوير شخصيته مهنياً، وآخرون يحبّون طبيعة عملهم أو تكوين صداقات، والتفاعل مع الزملاء في العمل، لكن الحافز المشترك للجميع هو الأجر الماديّ مقابل العمل، وقد يختلف مسمى هذا الأمر من شخص لآخر فالبعض يسميه تعويضاً، أو مرتباً، أو مكافآت، أو مزايا، ويعدّ المال متطلّباً أساسياً في الحياة لأهميته في توفير السكن، والملابس، والغذاء مثلاً، أو في دفع الأقساط الجامعيّة، والاستمتاع بالأنشطة الترفيهية، والوظائف التي توفّر أجراً جيداً لموظّفيها تكون ناجحة، وتحصل على التزام الموظفين وتمسّكهم بالعمل.[3]