-

تاريخ مدينة آسفي

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مدينة آسفي

تُعتبر مدينة آسفي أو أسف، واحدةً من المدن المغربية المطلّة على المحيط الأطلسيّ، وتلقّب بحاضرة المحيط، وتعني تسميتها بحسب اللّغة الأمازيغية: مصبّ النهر، وباللّغة البربرية تعني: منارة الضياء، وتشتهر هذه المدينة بصيد السمك؛ كالسردين، وبتصبير السمك، وبصناعة الخزف، حيث تُعدذُ هاتان الحرفتان أهمّ مصدرين للدخل لسكان آسفي، كما تدخلان في ميزان المدينة الاقتصاديّ، وهي ميناء مهمٌّ للتصدير.

موقع وارتفاع آسفي

تقع آسفي في المملكة المغربيّة بين مدينتي الصويرة والجديدة، كما تبعد عن مراكش مسافة تُقدّر بـ 160 كيلومتراً، في حين تبعد عن الدار البيضاء مسافة تقدر بـ200 كيلومتر، وترتفع عن سطح البحر مسافةً تُقدّر بـ500 متر.

تاريخ آسفي

كانت مدينة آسفي ميناءً ترسو فيه السّفن الأوروبية الراغبة بعقد المعاهدات الدولية مع مراكش، كما كانت تحظى منذ القديم باهتمام القناصل، والسفراء، ورجالات السلك الدبلوماسي الذين فضّلوا الإقامة فيها، كممثّل الملك الفرنسي هنري الثّالث، وجعل منها المرابطون مقرّاً لتجميع الذهب من أفريقيا، ونقله إلى الأندلس؛ لاستخدامه في صكّ القطع النقدية، وفي عهد البرتغاليين، أصبحت أهمّ موانئ تصدير الحبوب، والصوف، والسكر الذي تمتّع بسمعة طيبة لدى الإنجليز، وكذلك ملح البارود، الذي كان يدخل في تصنيع الأسلحة الحربيّة البريطانية.

دخلها القائد العربيُّ عقبة بن نافع الذي أوكل لشاكر صديقه نشر التعاليم الإسلامية، وتعليم البربر أصول اللغة العربية، وله اليوم رباط فيها يعرف باسم سيدي شيكر، بالإضافة إلى العديد من الرباطات التي تعود إلى الأولياء الصالحين، كرباط الشيخ أبي محمد صالح، والذي كان مقصداً لأهل العلم، بالإضافة إلى مكانته الدينيّة، ولأنّ تاريخ المدينة حافلٌ ببطولات أهلها، ومقاومتهم للمستعمر البرتغاليّ، ومن بعده الفرنسي، تشكلت فيها العديد من حركات التحرّر والمقاومة المسلّحة؛ كأسود التّحرير، ومنظمة المقاومة السريّة، كما تنتشر على جنباتها أضرحة شهداء الاستقلال، كالفقيه عبد السّلام المستاري، ومحمد بلخضير.

أهمّ المواقع الأثريّة والتاريخيّة في آسفي

غالبية آثار المدينة تعود لحقبة الاستعمار البرتغالي، ونذكر منها:

  • المدينة القديمة؛ وهي مدينة ساحرة، تشتهر بأحيائها الضيّقة، وتنتشر فيها الحوانيت القديمة التي تُزاول فيها الصناعات اليدويّة التقليديّة كصناعة الخزف .
  • قصر البحر الذي يعود بناؤه إلى القرن السادس عشر، ويحتوي على العديد من الأبراج المزوّدة بمدافع للأغراض الحربيّة.
  • قلعة القشلة؛ وهي قلعةٌ بناها البرتغاليون بهدف حماية المدينة في موقعٍ متوّسط، بحيث تطلّ على المدينة القديمة من جهة، وتشرف على قصر البحر من جهة أخرى.
  • المتحف الوطني للخزف الذي يحتوي على العديد من القطع الخزفية مختلفة الأحجام والأشكال، والتي تعتبر تحفاً فنيّة حقيقيّة؛ لروعة تنسيقاتها وألوانها.
  • قرية سيدي عبد الرحمن، وهضبة الخزف اللتان تتمركز فيهما مُحترفات صناعة الخزف المعشّق بمختلف أنواعه.
  • صومعة الجامع الكبيرالتي تعود في بنائها إلى العهد الموحديّ.