-

تاريخ حفر قناة السويس

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

قناة السّويس

هي قناة مائية مشهورة توجد في مصر، وهي ممر مائي ملاحي يمتدّ من مدينة بورسعيد على البحر الأبيض المتوسط ومدينة السّويس على البحر الأحمر؛ فالقناة تربط بين بحرين مهمين، وهي الآن أهمّ قناة ملاحية في العالم؛ حيث تُسهّل من حركة السفن التجارية بأنواعها والتي تنتقل من دول أوروبا إلى آسيا والعكس، فهي تصل الشرق بالغرب والشمال بالجنوب، وهي البديل المثل لرأس الرجاء الصالح الذي يقع في نهاية القارة الإفريقية؛ فقناة السّويس قناة اصطناعية مهمة.

فكرة حفر قناة السّويس

إنّ فكرة حفر قناة مائية تصل بين البحرين هي فكرة ليست جديدة بل عرفها المصريون القدامى، ولكن بدأت فكرة مشروع قناة السّويس كبديل لطريق رأس الرجاء الصالح الطويل فهو يهدر الوقت والجهد، وعدا عن ذلك هو حكرٌ على دولة بريطانيا العظمى، وخوفاً على حركة التجارة الأوروبية ولنقل منتجاتها للدول الأخرى، ومن خلال الحملة الفرنسية على مصر والتي قادها نابليون بونوبارت عام 1798م بدأت فكرة إمكانية شق قناة مائية، وتمّ الإجتماع مع الخبراء وقياس منسوب المياه في البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط ولكن لم يكتمل المشروع بسبب هزيمة فرنسا في معركة أبي قير.

تاريخ حفر قناة السّويس

في الفترة الذهبية التي حكمها محمد سعيد باشا لمصر كُتب لمشروع السّويس النور؛ حيث عاد الفرنسيون مرّةً أخرى وطرح إنشاء حفر قناة السّويس، فحصل الفرنسيون على الموافقة والحصول على فرمان وعقد امتياز بحفر القناة ومدته 99 سنة من تاريخ فتح القناة، وفي الخامس والعشرين من نيسان(أبريل) عام 1859م بدأ العمل في حفر قناة السّويس، واستمرّ حفرها مدّة عشر سنوات، وشارك في حفرها مليون ونصف من أبناء مصر.

استمرّ العمل على حفر قناة السويس، وكان العمل مستمرّاً متواصلاً في حفر القناة ممّا أدّى إلى وفاة مائة وخمسة وعشرين ألف مصري نتيجة العمل المستمر، بالإضافة للجوع والعطش، وفي تلك الفترة كان التّعداد السكاني لمصر خمسة ملايين نسمة، وانتهى العمل من حفر القناة في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1869م في عهد الخديوي إسماعيل باشا.

يبلغ طول القناة المائية مائة وخمسة وستيّن كيلومتراً، وعرضها مائة وتسعين متراً، وعمقها 58 قدماً، وبلغت كلفة حفر القناة ما يُقارب 369 مليون فرنك فرنسي، وافتتحت القناة تحت حفل مهيب حضره رؤساء وقادة زعماء العالم في تلك الفترة باعتبارها قناة ملاحية عالمية، وبقيت القناة تحت حكم الامتياز الفرنسي إلى أن تمّ تأميم القناة وعودة حقها إلى أبناء مصر في عهد جمال عبد الناصر في القرن العشرين، وتعدّ قناة السّويس مورداً مالياً مهماً في الاقتصاد المصري، ويبلغ حجم التجارة العالمية من نصيب القناة ما نسبته 12%، وهي نسبة جيّدة حقّقت لمصر الكثير.