الحديث عن آل بيت النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يشمل بيان الفئات التي حدّدها أهل العلم لآل البيت، وبيان ذلك فيما يأتي:
تعدّدت آراء أهل العلم في تحديد دلالة مصطلح آل بيت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على عدّة أقوالٍ؛ حيث ذهب جمهور أهل العلم، وابن حزمٍ، وابن تيمية رحمهم الله، وغيرهم إلى أنّ آل البيت مصطلحٌ يشمل كلّهم الذين حُرِّمَ عليهم الأخذ من مال الصدقة، ولكنّ المحقّقين من أهل العلم اختلفت مذاهبهم في أولئك الذين تحرُم عليهم الصدقة؛ منهم من قال: أنّهما بنو هاشم، وبنو عبد المطلب، واستدلّ هذا الفريق بقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (إنّما بنو المطلبِ، وبنو هاشمٍ شيءٌ واحدٌ)،[1] ومنهم من اقتصرهم على بني هاشم،[2] أمّا الكافر من آل البيت فلا حظّ له في هذا النسب، ولا ينتفع به، لقول الله تعالى: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ).[3][4]
جمهور أهل العلم متّفقون على أنّ المؤمنين من بني هاشم صفوة آل البيت، وهم: آل العبّاس، وآل علي، وآل جعفر، وآل عقيل، وآل الحارث بن عبد المطلب.[2]
أجمع العلماء على أنّ زوجات النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من آل بيت النبوّة، ومستندهم في ذلك دلالة السياق في آية التطيّر؛ حيث قال الله تعالى: (وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)،[5][6] ويؤكّد هذا الفهم قول السيدة عائشة رضي الله عنها: (إنَّا آلَ محمدٍ لا تحلُّ لنا الصدقةُ).[7][2]
ذكر أهل العلم أنّ موالي آل البيت يدخلون في آل البيت، وذلك استناداً للحديث الذي رواه مولى رسول الله أبو رافع، حيث قال: (إنَّ الصَّدقةَ لا تحِلُّ لنا، وإنَّ مَوالِيَ القومِ مِن أنفُسِهم)،[8][2] ولكن تجدر الإشارة إلى ما ذكره الإمام ابن تيمية -رحمه الله- من أنّ موالي زوجات النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لا يدخلوا في آل البيت، لما ثبت من أمر الصدقة على بريرة مولاة عائشة رضي الله عنها، حيث إنّ من دخل في آل البيت بالأصالة أكسب مواليه هذا الوصف، أمّا من دخل في آل البيت تبعاً فلا يُكسب مواليه هذا الوصف.[9]