-

دور الإنسان في المحافظة على البيئة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

أهمية البيئة للإنسان

تعتبر البيئة ذات أهمية كبيرة للإنسان، فهي أصل نشأته وفيها يحيا وعليها يموت ويُقضى أجله، كما أن مواهب العمل العلمية والثقافية التي يمتلكها البشر ترتبط بالبيئة المحيطة به حيث يتأثر بهذه البيئة ويؤثر فيها، وتلعب البيئة أيضاً دوراً مهماً في تحديد أسلوب الاستغلال الاقتصادي للبيئات المُختلفة (الزراعية، والصناعية، والتجارية) وتؤثّر في الحياة الاقتصادية للبشر بشكل كبير، فبيئة المدينة تعبر عن الحالة الاقتصادية الجيدة والرفاهية، أما بيئة البداوة فهي تعبر عن حالات الفقر والحرمان. كما أن البيئة تؤثر على صحة الإنسان ومدى إصابته بنوعٍ معيّنٍ من الأمراض، حيث إن لكل بيئة أنواعاً مختلفةً من الأمراض التي قد يتعرّض لها من يعيشون فيها.[1]

دور الإنسان في المحافظة على البيئة

المحافظة على سلامة النظم البيئية

تتمثّل النظم البيئية بالسلاسل الغذائية والتوازنات البيولوجية، وعند حدوث أي إخلال في توازن النظام البيئي أو أحد مكوناته فإن ذلك ينعكس على الإنسان بصورة مباشرة؛ لذا يجب أن يسعى الإنسان إلى المحافظة على سلامة النظام البيئي، ويتم ذلك عن طريق ما يأتي:[2]

  • العناية بالأراضي الزراعية، عن طريق تخصيب الأرض، وإضافة المواد العضوية، وتنويع زراعة المحاصيل الزراعية ضمن دورة زراعية منتظمة، ويهدف ذلك إلى المحافظة على التوازن البيولوجي في النظم الزراعية.
  • الإدارة الجيدة للمراعي والغابات.
  • التشجيع على تطوير البحوث العلمية في مكافحة التلوث البيئي بأنواعه المختلفة.
  • التعاون الإيجابي بين القائمين على المشاريع وعلماء البيئة، حيث يجب أن يقوم المختصون في دراسة البيئة الطبيعية بدراسة المشروع المطروح، والبحث في الآثار والتغييرات الناتجة والمتوقعة عند اكتماله.
  • تنمية الوعي البيئي: يكمن الوعي البيئي في معرفة الحقوق والواجبات نحو البيئة المحيطة، وتقديم الاحترام والأخلاق الاجتماعية تجاهها.

التخلص الصحي من النفايات

تمثل النفايات المواد التي تنتجها الكائنات الحية في البيئة الطبيعية المحيطة بها، حيث يتعامل هذا النظام معها باعتبارها مصادر يمكن استخدامها بفاعلية ضمن دورة منظمة، ويتمثّل دور الأسرة والأفراد في التخلص من هذه النفايات بطرق صحية للمحافظة على البيئة عن طريق ما يأتي:[3]

  • الموازنة بين كمية المشتريات ومقدار الاستهلاك، وذلك بشراء ما يلزم فقط من المواد الغذائية، وطهي الطعام بقدر الحاجة.
  • استخدام مواد متعددة الاستعمال، مثل استخدام كيس القماش بدلاً من أكياس النايلون التي تستخدم لمرة واحدة.
  • إعادة استخدام فضلات المطبخ والمواد الغذائية كطعام للطيور والمواشي وبعض الحيوانات الأخرى.
  • التقليل من كمية المياه التي تحتويها النفايات، حيث يُساعد ذلك على الحد من سرعة تكاثر الجراثيم وانبعاث الروائح الكريهة، كما يساهم ذلك في تخفيف وزن النفايات وبالتالي سهولة نقلها ومعالجتها.
  • تخمير الفضلات العضوية بطرق صحية واستخدامها كسماد عضوي للنباتات والمزروعات.
  • وضع أكياس القمامة في أماكنها المخصصة وعدم رميها على جوانب الطرق.

مكافحة التلوث البيئي

يكمن دور الأفراد في الحد من التلوث البيئي عن طريق ما يأتي:[4]

  • حفظ الطاقة: ويتمثّل حفظ الطاقة في التقليل من استخدام السيارات، والزيت والفحم الحجري، وتوفير الطاقة الكهربائية عن طريق استخدام الأجهزة المنزلية والمصابيح عالية الكفاءة، بالإضافة إلى إطفاء المصابيح والأجهزة غير المستخدمة.
  • الحد من أكل اللحوم وزيادة أكل الخضروات والفواكه: حيث يساهم ذلك في التقليل من استخدام الأسمدة والمبيدات؛ لأن المزارعين يلجؤون إلى استخدام الأسمدة بشكل كبيرة لزيادة كمية الحبوب الناتجة والتي تعتبر غذاءً للمواشي.
  • إعادة استخدام المنتجات: يعمل ذلك على الحد من التلوث الناتج عن صناعة المنتجات ورميها بعد استخدامها. ومن الأمثلة على ذلك استخدام القوارير الزجاجية بدلاً من الورقية، بحيث يُعاد استخدامها مرةً أخرى، كما يمكن استخدام الحقائب البلاستيكية القديمة لحمل البضائع أو وضع النفايات فيها.
  • إعادة معالجة النفايات: حيث تساهم عملية معالجة النفايات مثل الزجاج والورق وبعض المواد الأخرى في توفير كل من المادة والطاقة، وبالتالي التقليل من التلوث البيئي، على سبيل المثال يمكن صهر العلب واستخدام المادة الناتجة في صناعة علب جديدة، كما يُمكن سحق الزجاج واستخدامه في صناعة مواد البناء.

دور المؤسسات المجتمعية في المحافظة على البيئة

تلعب المؤسسات المجتمعية دوراً مهماً في المحافظة على البيئة عن طريق زيادة الوعي بمخاطر التلوث البيئي وتطوير المعرفة البيئية، ونذكر فيما يأتي بعض مؤسسات المجتمع ودورها المهم في المحافظة على البيئة:[5]

  • الجهات الإدارية والأجهزة المسؤولة: تعتبر الجهات الإدارية المنظمة في الدول المتطورة ذات أهمية كبيرة في المحافظة على البيئة، فهي التي تصدر القوانين والتشريعات التي من شأنها الحد من خطر التلوث البيئي، وتنص هذه القوانين على منع استخدام المواد الكيماوية الضارة التي تؤثر على حياة الكائنات الحية، كما تقوم هذه الجهات الإدارية بوضع مواصفات قياسية متجددة باستمرار؛ لمواكبة الأنواع المختلفة للتلوث.
  • المؤسسات التعليمية: وتتمثل المؤسسات التعليمية بالجامعات، والمعاهد التعليمية، والمدارس، وتقوم هذه المؤسسات بالتفاعل والتأثير بالطالب بشكل مباشر؛ لذا يجب استغلال ذلك في وضع مناهج وخطط دراسية تهتم بدراسة البيئة والتلوث البيئي بأنواعه، والطرق الصحيحة للتخلص منه.
  • المؤسسات العلمية والمراكز البحثية: ينحصر دور هذه المؤسسات في الوقت الحالي من الناحية البيئية على تقدير حجم الملوثات في البيئة؛ لذا يجب أن تطوّر هذه المؤسسات من دورها البيئي عن طريق تقديم أبحاث علمية تهدف إلى معالجة التلوث البيئي بأنواعه، والحد من استخدام المواد الملوثة للبيئة.
  • الهيئات الإعلامية: تساهم الهيئات الإعلامية في زيادة الوعي البيئي، ونشر المعرفة بالطرق الفعّالة للتخلص من النفايات والفضلات، كما تعمل على توضيح مخاطر التلوث البيئي والآثار السلبية الناتجة عنه.

المراجع

  1. ↑ علاء الضاوي , بشير سبيطة، حماية البيئة والتراث الثقافي في القانون الدولي، صفحة 28-29. بتصرّف.
  2. ↑ الإعلام البيئي، علي عبد الفتاح، صفحة 45-46. بتصرّف.
  3. ↑ بشير محمد عربيات، أيمن سليمان مزاهرة، التربية البيئية، عمان- الأردن: دار المناهج للنشر والتوزيع، صفحة 85-91. بتصرّف.
  4. ↑ حمزة الجبالي، التحديات البيئية في القر ن الحادي والعشرين، صفحة 130-131. بتصرّف.
  5. ↑ الشحات ناشي، الملوثات الكيميائية وآثارها على الصحة والبيئة: المشكلة والحل، صفحة 10-11. بتصرّف.