أثر الذنوب والمعاصي على العبد في الدنيا والآخرة طب 21 الشاملة

أثر الذنوب والمعاصي على العبد في الدنيا والآخرة طب 21 الشاملة

التوبة

إن التوبة تحتاج إلى إرادة قوية، خاصة بعد الاعتياد على فعل المعاصي والذنوب والمداومة عليها، وكذلك وسوسة الشيطان فهو يُبعِد الإنسان عن التوبة لأنها قد تتسبب له بفضيحة من رفقاء السوء، ولقد وضَّح النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا الأمر بقوله: (تُعرَضُ الفِتَنُ على القُلوبِ عَرْضَ الحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فأيُّ قلبٍ أُشْرِبَها نُكِتَتْ فيه نُكتةٌ سَوداءُ، وأيُّ قلبٍ أنْكَرَها نُكِتَتْ فيه نُكتةٌ بيضاءُ، حتى يصِيرَ القلبُ أبيضَ مثلَ الصَّفا، لا تَضُرُّه فِتنةٌ ما دامَتِ السمواتُ والأرضُ، والآخَرُ أسودَ مُربَدًّا كالكُوزِ مُجَخِّيًا، لا يَعرِفُ مَعروفًا، ولا يُنكِرُ مُنكَرًا، إلا ما أُشْرِبَ من هَواه)[1]، والإنسان في المعاصي على حالين، فإما أن يقبل هذه المعاصي إلى حين ائتلافها والاعتياد عليها، وفي كل مرة يفعل فيها المعصية تُنكَت في قلبه نكتة سوداء، وإما أن يُعرِض عنها ويرفضها، فيكون في قلبه نكتة بيضاء دلالة على رضا الله تعالى، وقد وصف النبي -صلى الله عليه وسلم القلب الذي يحرص على المعاصي بالكوب المنكوس الذي لا ينتفع من شيء، ولا فائدة منه.[2]

وتتحقق التوبة عند الاعتراف بالذنوب، وقد تكررت الألفاظ الدالة على الاعتراف بالذنوب في القرآن الكريم؛ فهو سبباً للرحمة ولمغفرة المعاصي، والمُعترف عارف لزلّته، ونادمٌ عليها، ويطلب المغفرة والرحمة من الله تعالى؛ لعلمه يقيناً أن القوة بيد الله تعالى، وأنَّه القادر على مغفرة الذنوب وقبول توبة عباده، يقول العز بن عبد السلام: (الاعتراف بالذنوب استكانة لعلام الغيوب، موجبة لعطفه ولطفه، بغفر الذنوب، وستر العيوب)، ومن أقوى وجوه الاعتراف والاعتذار: الإعراض عن الذنب والندم على فعله مع العزم على عدم العودة إليه.[3]

أثر المعاصي والذنوب على العبد في الدنيا والآخرة

قدَّر الله -تعالى- أن يكون كل ابن آدم خطّاء، وخير الخطّائين من يُبادر للتوبة، فالذنوب والمعاصي قد تؤدي إلى زوال النعم والكثير من العقوبات التي تنقسم إلى قسمين، وهما: عقوبات شرعية، وعقوبات قدرية، وتكون هذه العقوبات في القلب أو في البدن أو فيهما معاً، ومنها ما يكون بعد الموت أو يوم المحشر، فلا يمكن أن تُترك الذنوب دون محاسبة، وقد يظن الناس ذلك لجهلهم، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الرجلَ ليُحرَمُ الرزقَ بالذنبِ يصيبُهُ، ولا يردُّ القدرَ إلا الدعاءُ، ولا يزيدُ في العمرِ إلا البرُّ)،[4] ومن صور هذه الأضرار:[5]

دواء الذنوب والمعاصي

يحتاج الناس إلى معالجة أنفسهم من الذنوب بقسميها، وهما: الصغائر والكبائر، فالذنوب تُشبه الأمراض الحسيّة التي على الناس الحرص على الوقاية منها والابتعاد عن أسبابها وعدم الاستسلام لها، فكما أنَّ الأمراض الحسيَّة إذا تُركت من غير علاج أضعفت البدن وأهلكته، فإنَّ أمراض الذنوب إذا تُركت من غير علاج أهلكت الروح، وسلامة الروح تفوق سلامة البدن؛ لِما يترتب عليها من النجاة يوم القيامة إذا أقبل العبد على الله -تعالى- بصدقٍ وندم، فإنَّ الإقبال على الطاعات هو سير في طريق عفو الله تعالى، وهذا الطريق الذي ارتضاه الله -تعالى- لعباده وجعل عاقبته القَبول والرضا، فلا يجمع العبد بين ذنبه وبين اليأس من رحمة الله تعالى، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم: (ما من عبدٍ يُذْنِبُ ذنبًا فيتوضأُ، فيُحْسِنُ الطُّهورَ ثُمَّ يقومُ فيُصلِّي ركعتينِ، ثُمَّ يستغفرُ اللهَ بذلكَ الذنبِ، إلَّا غُفِرَ لَهُ).[6][7]

المراجع

  1. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 2960، صحيح.
  2. ↑ عبد الخالق الشريف (2-4-2012)، "ما أصعب التوبة "، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 19-1-2019. بتصرّف.
  3. ↑ أنور النبراوي (28-11-2010)، "ما هي التوبة ؟"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-1-2019. بتصرّف.
  4. ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم: 1969، صحيح.
  5. ↑ أنور النبراوي، "يا نفس توبي : آثار الذنوب والمعاصي"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-1-2019. بتصرّف.
  6. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي بكر الصديق، الصفحة أو الرقم: 5738، صحيح.
  7. ↑ عبد العزيز الغامدي (31-5-2017)، "ترك الذنوب والمعاصي"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-1-2019. بتصرّف.