ذُكر أنّ أول وأقوى أثر للقرآن الكريم في حياة المسلم هي تقوية علاقة العبد بربّه، فالقرآن الكريم يدعّم ويرسّخ عرى العقيدة الإسلامية في قلب الإنسان وعقله، ثمّ يوصل بعد ذلك إلى كلّ خُلُقٍ رفيعٍ حسنٍ، وينهى عن كلّ فُحشٍ ومُنكرٍ، فتلك أعظم الآثار للقرآن التي يلمسها المسلم في حياته.[1]
لا شكّ أنّ ليس كلّ من قرأ القرآن يتأثر به بنفس الدرجة، ولذلك فقد نوّه العلماء إلى بعض الأسباب التي توصل المرء إلى أعلى درجات الانتفاع والتأثر بما يقرأ من كتاب الله تعالى، وفيما يأتي ذكرُ شيءٍ منها:[2]
القرآن كلام الله تعالى من تمسّك به فقد فاز وربح، ومن أعرض عنه فقد خاب وهلك، ولا شكّ أنّ أهل القرآن أهل فضلٍ ومنزلةٍ رفيعةٍ عند الله سبحانه، ولذلك قال عمر -رضي الله عنه- عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ اللهَ يرفعُ بهذا الكتابِ أقوامًا ويضعُ به آخرِينَ)،[3] ومن رفعة العباد أن رتّب الله تعالى لتلاوتهم لكتابه حسناتٍ كثيرةٍ يفرحون بها يوم القيامة، ومن ذلك أنّ القارئ ترتفع درجته في الجنّات بقدر ما يقرأ من آيات، فما قرأ من آيةٍ إلّا ارتفع بها درجة، حتى يبلغ درجات الملائكة الكرام البررة، والقارئ لكتاب الله تعالى يجده شفيعاً له يوم القيامة كما أخبر بذلك رسول الله.[4]