أهمية الحوار في الإسلام طب 21 الشاملة

أهمية الحوار في الإسلام طب 21 الشاملة

الحوار

يشكّل الحِوار ركنًا أساسيًّا من أركان الدّعوة الإسلاميّة، فالدّعوة الإسلاميّة في الأساس قائمة على حوار المُخالفين وإقناعهم بالحجّة والمنطق والدّليل، وقد جاءت الدّعوة الإسلاميّة في أساسها لتُعطي الحريّة لجميع النّاس في اعتناق الإسلام فلا إجبار لأحد على ذلك ما لم يقتنع اقتناعًا كاملًا، قال تعالى: (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ)؛[1] حيث كان ديدن المسلمين على الدّوام هداية النّاس إلى الحقّ والصّراط المُستقيم بالحِكمة والموعظة الحسنة بعد أن يدخل نور الإسلام إلى قلوبهم فتنشرح له صدورهم.[2]

كانت للحِوار في الإسلام ضوابط وأحكام وآداب؛ فالحوار ينبغي أن يكون مُمنهجاً بالحِكمة مُتّصفاً بالموعظة الحسنة، فلا ينبغي أن يكون الحوار أهوجاً دون أسس وقواعد وضوابط، وإلا انقلبت نتائجه ولم يؤت ثماره، كما يجب أن يكون الحوار باستخدام الأسلوب الحسن المُنمّق بعيدًا عن العُنف والتّخويف والتشكيك، قال تعالى: (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)،[3] فما هي أهمية الحوار في الإسلام؟ وكيف يُمكن الوصول إلى الحوار المنطقي الممنهج؟ وما هي ضوابط الحوار مع الآخر.

تعريف الحوار

الحِوار هو: التناقش بطريقِ الكَلام المُباشر بين مجموعةٍ من الأشخاص الذين يُمثّلون اتجاهين متخالفين بطريقةٍ هادئة يحترم فيها كل طرفٍ الطرف المقابل له، دون التعصّب لرأيه أو جماعته،[4] وتكون الغاية من الحوار الوصول إلى الحقيقة من خلال عرض الأفكار ووجهات النظر المتعدّدة،[5] وهو كذلك يعني: التعاون والتباحث بين طرفين مُختلفين بِهدف الوصول إلى حقيقةٍ مُعيّنةٍ ومَعرفتها والاطلاع على تفاصيلها، بعد أن يَكشِف كلّ طرف ما لديه تجاه الآخر،[6]

استخدم القُرآن الكَريم لفظة المُجادلة بالحُسنى للإشارة إلى الحوار البنّاء بين جماعتين أو فرقتين أو شخصين مختلفين، قال تعالى: (وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).[3][7]

أهميّة الحوار في الإسلام

أولى الإسلامُ مَوضوعَ الحوار أهميّة فريدة، ويُراد بالحوار النقاش الّذي يدور بين أشخاص مُختلفين في فكرةٍ ما، أو في معتقدٍ وآخر؛ حيث إنّ كيفية الحوار وطريقته تنعكس على المُتحاورين إمّا سلباً أو إيجاباً، وتأتي أهميّة الحوار وتظهر من عدّة أمور منها:[8][9]

آداب الحوار

حتى يكون الحوار ناجحاً وعقلانيّاً ومنهجياً، يُثمر في قلوب وعقول من يستمع إليه ويتناقش من خلاله لا بُدّ أن يحوي عدداً من الآداب والأمور المنهجيّة، منها:[8]

المراجع

  1. ↑ سورة الكهف، آية: 29.
  2. ↑ "لا إكراه في الدين"، طريق الإسلام ، 17-11-2013، اطّلع عليه بتاريخ 13-8-2017. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت سورة النحل، آية: 125.
  4. ↑ فيصل المالكي (2015-3-22)، "الحوار البناء"، مجموعة نون العلميّة، اطّلع عليه بتاريخ 2017-7-29. بتصرّف.
  5. ↑ رضوان ناصر الشريف (30-4-2013)، "كيف يتحاور أهل الحكمة"، مؤسسة عدن الغد للإعلام، اطّلع عليه بتاريخ 2017-7-29. بتصرّف.
  6. ↑ صالح بن عبدالله بن حميد، "أصول الحوار وآدابه في الإسلام"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 2017-7-29. بتصرّف.
  7. ↑ الولي ولد سيدي هيبه (2016-7-7)، "عقدة الحوار.. قصور القشرة وصلابة النواة"، كارافور الأخبار، اطّلع عليه بتاريخ 2017-7-29. بتصرّف.
  8. ^ أ ب محمود صالح (18-9-2013)، "أهمية الحوار"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 29-7-2017. بتصرّف.
  9. ↑ "أهداف الحوار ومقاصده وآدابه"، موقع الإسلام، 6-جمادى الأولى-1431هـ، اطّلع عليه بتاريخ 29-7-2017. بتصرّف.