إنّ وجود الصّداقة يحدّ من شعور الإنسان بالوحدة، حيث يتشارك الأصدقاء تجاربهم سوياً، ويعيشون بعض المواقف الخاصّة بحياة بعضهم البعض، كما يمتلكون غالباً وجهات نظر، ومبادئ، ومعتقدات وتقاليد مشتركة، ويشهدون معاً التغيّرات المختلفة التي تحدث في الحياة، سواء تغيّرات إيجابية أو سلبية، ويُشاركون بعضهم المناسبات بنوعيها الحزين والسّعيد.[1]
أُجريت إحدى الدّراسات على حياة البالغين، وقد خرجت بنتائج عديدة أهمّها هي أنّ الأشخاص الذين يمتلكون أصدقاء مقرّبين ومنذ فترة زمنية طويلة حقّقوا نتائج أفضل على مستوى العمل من أولئك الأشخاص الذين كانوا أقلّ اجتماعية؛ ذلك لأنّ الصّداقة تحسّن المزاج، وبالتّالي تحسّن أداء العمل.[1]
وصلت دراسة حديثة في جامعة هارفارد إلى أنّ وجود صداقات قوية في حياة الإنسان يُساهم في تعزيز صحّة الدّماغ، إضافةً إلى قدرة الصّداقة على الحدّ من الشّعور بالتوتّر، وتمكين الإنسان من اختيار أسلوب الحياة الأفضل الذي يُحافظ على قوّته، كما وتُساهم في الخروج من المشاكل الصحّيّة بشكلٍ أسرع.[2]
إنّ التعرّف إلى الآخرين لا يعني التحدّث معهم فقط، إنّما يعني التعلّم منهم أيضاً، وهذا ما يحدث في العلاقة مع الأصدقاء، حيث يتم رؤيتهم بمختلف حالاتهم، عندما يُخطئون، ويغفرون، ويضحكون ويُجرون حواراً، إنّ هذه الأمور تُساهم في تعلّم طريقة التّفاعل مع النّاس حتّى مع أولئك الذين يمتلكون وجهات نظر مختلفة، ومن جانبٍ آخر، تعدّ الصّداقة المكوّن الأساسيّ لأي علاقة سواء كانت في الزواج أو مع زملاء العمل أو غيرها.[2]
تُعزّز الصّداقة الشّعور بالرّاحة، وتُشجّع على القيام بالأعمال الصّالحة، إضافةً إلى ذلك، أجرى أحد الباحثين دراسة مكثّفة حول الصّداقة، ووجد خلالها أنّه إذا كان أفضل صديق بالنّسبة لأحدهم يتناول طعاماً صحّيّاً؛ فسترتفع لدى الأخير احتمالية اتّباع نظام غذائيّ صحيّ بمعدّل خمس مرّات أكثر.[3]