أهمية الشعر في العصر الجاهلي طب 21 الشاملة

أهمية الشعر في العصر الجاهلي طب 21 الشاملة

العصر الجاهلي

يُعرف العصر الجاهلي بأنّه العصر الذي سبق ظهور الدين الإسلامي بنحو مئة وثلاثين عاماً قبل الهجرة، ويُذكر بأنّ العرب كانوا يتميّزون في هذا العصر بالذكاء الحاد، وفصاحة القول، وسرعة البديهة، والفراسة، وربّما لذلك تميّز هذا العصر عن سواه بفنون الشعر المتعددة، والتي تنوعت أغراضها كالهجاء، والمدح، والفخر، والرثاء، والغزل، والوصف، والحكمة والموعظة، والاعتذار.

لقد كان المدح والهجاء من أهم الأغراض الشعريّة في ذاك العصر، حيث كان الهدف منهما هو رفع الممدوح إلى أعلى مستوىً في جميع أوجه الحياة، وبالتّالي تجريد المهجوّ من جميع ما نُسب للممدوح، وأيضاً إلحاق الصّفات الذميمة به، كالغدر، والجبن، والخيانة، وغيرها من الصفات التي تُذلّ المهجو، سواء أكان شخصاً مفرداً أو قبيلة، وهذا على ما يبدو هو سبب تخوّف العرب في هذا العصر من قصائد الهجاء التي تُلحق بهم العار، بل نجد بأنّه تعدّى الأمر أكثر من ذلك، إذ إنّهم كانوا يدفعون الأموال الطائلة للشعراء، ويغدقون عليهم بوافر عطاياهم ونِعَمِهم في سبيل تنظيم قصائد مدح بحقّهم تحكي محاسنهم، أو اتقاءً لشرّهم. ويُعتبر هذا النوع من الشعر هو ما يمكن أن يُعبّر فيه الشاعر عن سخطه وغضبه تجاه شخصٍ أو قبيلة معيّنة في ذلك الزّمان. (1)

أهميّة الشعر في العصر الجاهلي

يذكر القيرواني في كتابه (العمدة) أن القبيلة العربية إذا نبغ فيها اسم شاعر محدّد فإنّ القبائل الأخرى تأتي لتهنّئها، فتُقام الولائم، وتجتمع النساء كما في الأعراس، (2). ومما يجب ذكره أن الشاعر الجاهلي يأخذ مكانة مميّزة تكسب الحب والحماية من البقيّة، فهو بمنزلة تفوق بقيّة الأفراد، وتكون وظيفته الأساسية هي أن يصبح لسان القبيلة، يدافع عنها، ويحميها، ويتغنّى بأمجادها وأنسابها، ويُخلّد جميل أعمالها، ويحمي شرفها، وبذلك يكون الشعر مرآة تنعكس عليها الصورة المثالية للجماعة القبلية. (3)

من منزلة الشاعر العظيمة بين قبيلته تظهر لنا أهميّة الشعر، فقد كان ديوان العلم، ومنتهى الحكمة، يأخذون به، ويوثّقون فيه، لما فيه من وقع وتأثير في نفوس القبائل الأخرى، لترتقي منزلة الشاعر من لسان القبيلة إلى حكيمها، فيرضون بما يرضى، ويحكمون بما يحكم، كالشاعر عمر بن كلثوم، والتابغة، والحارث بن حلزة اليشكري. (4)

لم تستمر هذه المكانة العظيمة للشاعر، إذ تغيّرت بتغيّر العلاقات الاقتصادية والاجتماعية، لا سيّما بعد نشأة الطبقات الثريّة في المجتمع القبلي، فتحوّلت العلاقة بين الشعراء وسادة القبائل إلى علاقة ربحيّة، وامتاز الشعراء بالعطايا الوفيرة كلّما كانت القصيدة أجود، وبدأ الشعر بتغيير مساره من وظيفة قبليّة تهدف إلى حماية العشيرة والدفاع عنها وذكر خصالها الحميدة إلى صنعة من خلالها يسعى الشاعر فيها وراع المال والسلطة والجاه، مُتنقّلاً بين البلاد، وبذلك، ظهرت سيمة التكسّب، وساعد في ذلك التنافس الكبير بين شيوخ القبائل، والملوك في توظيف أكبر الشعراء وأفضلهم لتأكيد مصالحهم والدفاع عن سمعتهم. (5)

الأغراض الشعر الجاهلي

من الأغراض الشعرية التي نُظمت في القصائد الجاهلية ما يأتي: (6)

أفاطِمُ قبْلَ بَينِكِ مَتَّعـيني

ومَنْعُكِ مَا سَألتُ كأن تَبِيني

فَلَا تَعِدِي مَواعِدَ كاذباتٍ

تَمرُّ بِهَا رِيَاحُ الصَّيفِ دُونِي

فَإنِّي لَوْ تُخَالِفُني شِمَالِي

خِلاَفَكِ مَا وَصَلْتُ بِهَا يميْنِي

إذاً لَقَطَعْتُهَا ولَقُلْتُ بِيْني

كَذَلكَ أجْتَوِي مَنْ يَجْتويني

متى نَنْقُلْ إلى قوم رحـانا

يكونوا في اللقاء لها طَـحينا

يكونُ ثِفالُهَا شَرْقِيَّ نَجْـد

وَلَهْوَتُها قُضَاعَة أَجْمَعِينَا

يا عَينِ ما لَكِ لا تَبكينَ تَسكابا؟

إذْ رابَ دهرٌ وكانَ الدّهرُ ريَّاباَ

فابْكي أخاكِ لأيْتامٍ وأرْمَلَة ٍ،

وابكي أخاكِ إذا جاورتِ أجناباَ

وابكي أخاكِ لخيلٍ كالقطا عُصباً

فقدْنَ لَّما ثوى سيباً وانهاباَ

فلما علا مَتْنَتَيْهِ الغُـلامُ

وسَكَّن من آلهِ أن يُطـَارا

وسُرِّ كالأجْدلِ الفَارسـ

ـيِّ في إثْرِ سِرْبٍ أَجَدَّ النَّفَارا

فَصادَ لَنَا أَكحَلَ المُقْلَتَيْـ

ـن فَحْلاً وأُخْرى مَهَاةً نَوارَا

کأنّي إذ نَزلتُ علی المُعلّی

نَزلتُ علی البَواذِخِ مِن شَمام

فما مَلِکُ العراق علی المُعلّی

بِمُقتدر ٍ، ولا مَلِکُ الشآم

أقرَّ حَشا امرِئ القیس بن حُجرٍ

بنُو تَیمٍ مَصابیحُ الظَّلام

لَيَأتِيَنّـكَ منِّي مَنْـطِقٌ قَـذعٌ

باقٍ كما دَنَّسَ القَبْـطِيَّة الوَدكُ

فاردُدْ يَسَاراً ولا تَعْنُفْ عَلَيْهِ وَلاَ

تَمْعَكْ بِعِرْضِكَ إن الغَادِرَ المعِكُ

ومَنْ هَابَ أسْبَابَ المَنَايَا يَنَلْنَهُ

ولَوْ رامَ أَسْبَابَ السمَاَءِ بِسُلَّمِ

خصائص الشعر الجاهلي

تُقسم الخصائص الشعرية إلى نوعين:

الخصائص اللّفظية

وتمتاز بما يأتي: (7)

الخصائص المعنوية

وتتلخّص بما يأتي: (8)

الشعر الجاهلي

من أشهر الشعر الجاهلي المعلّقات، وهي قصائد طويلة من خيرة ما كتبه الشعراء الجاهليين، أو ما وصلنا من شعرهم، قيل إنّها سُمّيت بالمعلّقات لأنها كُتبت بماء الذهب وعُلّقت على جدار الكعبة، وقيل لأنّها تعلق في النفس لجودتها وفخامتها. أما مطالع المعلقات العشر وأصحابها فهي: (9)

شعراء العصر الجاهلي

من أشهر شعراء العصر الجاهلي نذكر ما يأتي:

المراجع

(1) بتصرّف عن كتاب تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي، د.شوقي ضيف، الطبعة الحادية عشرة، دار المعارف، 1960، ص183-188

(2) بتصرّف عن كتاب العمدة في محاسن الشعر وآدابه، ابن رشيق القيرواني، تحقيق:محمد قرقزان، دار المعرفة، الطبعة الأولى، 1988، ص 153.

(3) بتصرّف عن كتاب تاريخ اللغة والآداب العربية، شارل بلا، تعريب رفيق بن وناس وجماعته، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى، بيروت، 1997، ص 87.

(4) بتصرّف عن كتاب غواية التراث، جابر عصفور، كتاب مجلة العربي، وزارة الإعلام، الكويت، الطبعة الأولى، أكتوبر2005، ص 114.

(5) بتصرّف عن كتاب غواية التراث، جابر عصفور، كتاب مجلة العربي، وزارة الإعلام، الكويت، الطبعة الأولى، أكتوبر2005، ص 115

(6) بتصرّف عن كتاب تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي، د.شوقي ضيف، الطبعة الحادية عشرة، دار المعارف، 1960، ص195-219

(7) بتصرّف عن كتاب تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي، د.شوقي ضيف، الطبعة الحادية عشرة، دار المعارف، 1960، ص226-231

(8) بتصرّف عن كتاب تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي، د.شوقي ضيف، الطبعة الحادية عشرة، دار المعارف، 1960، ص219-226

(9) بتصرّف عن مقالة المعلّقات، marefa.org