-

أهمية قراءة القرآن

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

القرآن الكريم

القرآن الكريم هو كتاب الله تعالى، الذي أنزله بواسطة أمين الوحي جبريل عليه السلام، على رسوله محمّداً صلّى الله عليه وسلّم، في أفضل شهور السنة؛ شهر رمضان المبارك، حيث نزل باللسان العربي المبين، فالقرآن معجزةٌ خالدةٌ للرّسول صلّى الله عليه وسلّم، فقد أنزله الله تعالى لتأكيد رسالة محمدٍ، ولهداية الناس، وإرشادهم إلى الطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه، وإبعادهم عن طريق الضلال والانحراف، وليكون دستوراً لهم يبيّن لهم مناحي حياتهم، ويبيّن لهم الأحكام الشرعيّة المترتبة على أعمالهم، ولكي يتدّبروه، ويفهموا معانيه، ويعملوا بمقتضاها، فالمسلم الذي يتّبع ما جاء به القرآن الكريم، يحيا حياةً طيّبةً في الدنيا والآخرة، ويجد الراحة والسعادة والطمأنينة، فالقرآن سببٌ في زيادة الإيمان ورسوخه في قلب المسلم، وسببٌ في انتشار الأمن في المجتمعات وبين الأفراد.[1][2]

أهميّة قراءة القرآن الكريم

إنّ لقراءة القرآن الكريم وتلاوته، وتدّبره أهميةً عظيمةً في حياة المسلم، وآثاراً إيجابيّةً، وتلك الأهميّة تتمثّل فيما يأتي:[3][4][5][6]

  • شعور المسلم من خلال قراءته للقرآن الكريم بالراحة، والطمأنينة، وسكينة النفس، ورقة القلب.
  • علوّ درجات قارئ القرآن الكريم في الآخرة، فكلّما حرص المسلم على تلاوته كلّما ارتفعت منزلته.
  • تكريم حافظ القرآن الكريم بلبس تاج الوقار في الجنة.
  • شفاء المسلم المحافظ على قراءة القرآن الكريم من الأمراض بأنواعها جميعاً؛ المعنوية منها والنفسية التي تُصيب القلوب، والأمراض الجسدية، فكم من أمراضٍ شُفي أصحابها من خلال قراءة القرآن.
  • تقدّم المسلم القارئ للقرآن الكريم، والحافظ له، والعامل بأحكامه، على غيره من المسلمين في الإمامة، وفي الاستخلاف والعمارة، وفي الدفن عند الموت، وغير ذلك من المواطن.
  • حضور الملائكة وشهودها لمجالس قراءة القرآن الكريم.
  • تعظيم أجر قارئ القرآن الكريم، ففي كلّ حرفٍ يقرؤه حسنةً، والحسنة تُضاعف لعشر حسناتٍ، والله -تعالى- يُضاعف لمن يشاء من عباده.
  • نيل شفاعة القرآن يوم القيامة.
  • ذكر الله -تعالى- للمسلمين القارئين للقرآن الكريم عنده.
  • حصول البركة للمسلم في رزقه، وماله، وأهله، وحياته كلّها.
  • ثبوت صفة أهل الله وخاصّته لمن يقرؤون القرآن الكريم.
  • حفظ المسلم الحريص على تلاوة القرآن الكريم من الغفلة والتّيه في الدنيا.
  • تحقيق صفة المؤمن الصادق لقارئ القرآن الكريم.
  • تقرّب المسلم إلى الله -تعالى- من خلال تلاوته للقرآن الكريم، فتلاوة القرآن عبادةٌ يُثاب عليها المسلم كباقي العبادات.

الطرق المُعينة على تدبر القرآن الكريم

حثّ الله -تعالى- عباده على تدّبر القرآن الكريم، حيث قال: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ)،[7] وقد سهلّ الله -تعالى- لعباده أمر التدبّر بتيسيير بعض الطرق التي تُعين قارئ القرآن الكريم على التدبّر، وفيما يأتي بيان البعض منها:[8]

إتقان التلاوة

وذلك بأن يقرأ المسلم القرآن الكريم بتمهّلٍ، وعدم الإسراع فيها؛ لأنّها تُفقد التركيز في معاني الآيات ودلالاتها، وبالتالي لا يتحقّق الهدف المرجوّ من التدبر، وأن يحرص على تجميل صوته عند القراءة، حيث تساعده على فهم المعاني، فعلى المسلم أن يتلو القرآن الكريم وهو خاشع القلب، صفيّ الذهن كي يتدبّره، ويفهم المراد من آياته وذلك الهدف الأساسي، حيث قال الله تعالى: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا).[9]

قيام الليل

وذلك بالحرص على قراءة القرآن الكريم وقت الليل، وعند القيام، وذلك لانتشار السكينة والهدوء في الليل، وعدم انشغال قلب المسلم بما قد يُلهيه عن التدبّر الصحيح أثناء التلاوة، فيُقرأ القرآن بلغةٍ سليمةٍ خاليةٍ من الأخطاء، ويُفهم ما يراد من الآيات الكريمة، لذلك كان وقت الليل مفضّلاً لقراءة القرآن، حيث قال الله تعالى: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا).[10]

الإنصات التام

وذلك بألّا ينشغل المسلم أثناء قراءة القرآن الكريم، بل يبقى منصتاً، حاضر القلب والذهن، مُصغياً للقراءة؛ ليفهم المراد من معاني الآيات، وليستطيع الوقوف على ما تُرشد إليه الآيات، وما تبيّنه من حكمٍ ودروسٍ، فقد قال الله تعالى: (وَإِذا قُرِئَ القُرآنُ فَاستَمِعوا لَهُ وَأَنصِتوا لَعَلَّكُم تُرحَمونَ).[11]

مراعاة البدء والوقف

إنّ في تلاوة القرآن الكريم وَقفٌ وبدءٌ حسنٌ، يجب مراعاته، ووقفٌ وبدءٌ قبيحٌ لا يُحسن الإتيان به، فعلى المسلم أثناء تلاوته أن يُراعي مسألة الوقف والابتداء، لما لها من أهميّةٍ في فهم الآيات الكريمة، وتدّبر معناها، نظراً لوجود العديد من الروابط المتعلّقة بالآيات، إذ إنّ الابتداء والوقف الممنوع يفوّت على القارئ المعنى الصحيح المرجوّ من الآيات التي قرأها.

العلم بالمعاني

على المسلم ألّا يتدبّر القرآن الكريم، ويعمل بما قرأ دون فهمٍ صحيحٍ لمعنى ما قرأ، فلا فائدة من العمل دون فهمٍ، فعليه أن يتعلّم المعاني الواردة في القرآن الكريم؛ لما لذلك من أثرٍ في زيادة الإيمان في القلب، وبعد أن يفهم المسلم المعاني المقصودة ممّا قرأ، فعليه أن يقف عندها، ويتمّهل، فيتأمّلها، ويستشعر معناها، قبل أن ينتقل إلى معاني أخرى، فيعيش مع الآيات بمعانيها السامية، فكلّما قرأ آيةً حثّت على ذكر الله -تعالى- ذكره، وإذا قرأ آيةً ورد فيها نهيٌ أو أمرٌ التزم بذلك.

الإكثار من تلاوة الآيات المؤثّرة

أثناء تلاوة المسلم للقرآن الكريم قد تمرّ به آيةٌ تستقرّ في قلبه، وتؤثّر فيه تأثيراً كبيراً، فلا مانع من أن يقف وقتاً أكثر على مثل تلك الآيات التي أثّرت في قلبه، ويقوم بترديدها مراراً وتكراراً، ويغوص في فهم معانيها، فقد كان السلف يقرؤون آيةً واحدةً في نهارٍ كاملٍ.

المراجع

  1. ↑ الرهواني محمد (6-8-2014)، "القرآن الكريم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-12-2018. بتصرّف.
  2. ↑ "من خصائص القرآن في بناء الحياة"، www.islamwb.net، 29-6-2015، اطّلع عليه بتاريخ 9-12-2018. بتصرّف.
  3. ↑ د.مهران عثمان، "فضل تلاوة القرآن"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-12-2018. بتصرّف.
  4. ↑ أحمد الشيباني (14-2-2014)، "فضل القرآن وفضل أهله وأهمية قراءته للمسلم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-12-2018. بتصرّف.
  5. ↑ زياد العمري، "فضل قراءة القرآن"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-12-2018. بتصرّف.
  6. ↑ فهد الشويرخ (23-5-2018)، "من بركات القرآن الكريم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-12-2018. بتصرّف.
  7. ↑ سورة القمر، آية: 17.
  8. ↑ د.محمود الدوسري (29-6-2017)، "الأمور المعينة على تدبر القرآن"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-12-2018. بتصرّف.
  9. ↑ سورة المزمل، آية: 4.
  10. ↑ سورة المزمل، آية: 6.
  11. ↑ سورة الأعراف، آية: 204.