-

أهمية إعادة التدوير

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

التلوث البيئي

منذ الثّورة الصناعيّة في أوروبا في القرن الثّامن عشر ازدادت الصّناعات يوماً بعد يوم، ممّا أدّى إلى زيادة مُطّردة بكميّات النّفايات النّاتجة من الصّناعة. كما أنّ تزايد أعداد سكّان العالم وازدياد الكثافة السكانيّة في المدن والتطوّر الصناعيّ والتكنولوجيّ الهائل أدّى إلى زيادة كميّة الموادّ المُستهلَكة، والتي أدّت بدورها لإنتاج كميّات كبيرة من النّفايات الصّلبة بمُختلف أشكالِها وأنواعها. وتعدّدت طرق الحكومات للتخلّص من هذه النّفايات؛ فمنهم من استخدم عمليّة الطّمر داخل الأرض، ومنهم من استخدم عمليّات الحرق، وآخرين استخدموا المكبّات المكشوفة للنّفايات دون حرقها أو طمرها، ومنهم من وجد في المُحيطات والبحار والأنهار مكاناً للنّفايات.

كل الطّرق السّابقة تستنزف الكثير من الموارد الطبيعيّة والاقتصادية للأرض وتُشكّل عبئاً بيئياً كبيراً، ومن هنا برزت الحاجة المَاسَّة إلى إيجاد بدائل لتلك الطّرق، فكان الحلّ الأمثل هي عمليّة إعادة التّدوير للموادّ المُستهلَكة، سواءً كانت بلاستيك، أو زجاج، أو مطّاط، أو زيوت، أو أوراق، أو أيّة مادةٍ أُخرى صلبة أو سائلة.

تعريف إعادة التدوير

تُعرف عمليّة إعادة تدوير النّفايات (بالإنجليزية:Recycling) بعمليّة مُعالجة للموادّ المُستهلكة، بحيث تُعاد إلى الشّكل الخام لهذه المادة، لتُصنّع مرّة أخرى فيُعاد استخدامها والاستفادة منها من جديد. أو يمكن تعريفها أيضاً بأنّها عملية استخدام المورد الطبيعيّ مرّة أُخرى بعد إعادة تصنيعه.[1]

فوائد عملية إعادة التدوير

لعملية [[مفهوم إعادة التدوير وأهميته|إعادة التّدوير]ٍ] فوائد بيئيّة واقتصاديّة واجتماعيّة كبيرة جدّاً، وتُعتبر أفضل طريقة على الإطلاق للتخلّص من النّفايات والحفاظ على سلامة البيئة والإنسان، لذلك، انتهجت كثير من دول العالم المُتقدّم سياسات إعادة التّدوير للتخلّص من النفايات، ومن فوائد عمليّة إعادة التّدوير ما يأتي:[2]

  • المُحافظة على نظافة البيئة بالدّرجة الأولى من أضرار طمر وحرق النّفايات أو تركها مكشوفة.
  • التّقليل من تلوّث مياه البحار والمُحيطات والأنهار من رمي النّفايات الصّلبة فيه، وتهديد الأحياء البحريّة، كما تُقلّل من تلوّث المياه الجوفيّة من عصارة النّفايات النّاتجة عن طمر النّفايات.
  • المُحافظة على نقاء الهواء الجويّ من انبعاثات حرق النّفايات، والتي تُفرز كميّات كبيرة من الغازات السامّة وثاني أُكسيد الكربون الذي يزيد من مشكلة الاحتباس الحراريّ.
  • تقليل الطّلب على الموادّ الخام، وبالتّالي استمرارها لفترة زمنيّة أطول.
  • تحقيق عوائد اقتصاديّة وأرباح من المواد الخام المُعاد تصنيعها، وتقليل نسبة البطالة بتوفير فرص عمل بشركات إعادة التّدوير للشّباب.
  • توفير الطّاقة التي تُستهلَك في استخراج الموادّ الخام ثمّ تصنيعها، إذ إنّ عمليّة التّدوير هي نصف عمليّة تصنيعيّة فتستهلك الطّاقة بشكلٍ أقلّ.
  • تحقيق مبدأ التّنمية المُستدامة من أجل المُحافظة على البيئة، وتقليل استهلاك الموادّ الخام من أجل الأجيال القادمة.
  • تقليل الأمراض وتكاثُر الميكروبات في التجمّعات السُكانيّة نتيجةً لفصل النّفايات العضويّة واستخدامها كسماد مُفيد للأرض.
  • توفير المبالغ المالية التي كان يتمّ صرفها على مَكبّات النّفايات وعمليّات الطّمر.
  • تقليل عمليّات قطع الأشجار واستنزاف الغابات عن طريق إعادة تصنيع الأخشاب واستخدامها مرّة أخرى.

طريقة إعادة التدوير

تتّخذ دول العالم طُرقاً مُختلفةً لتشغيل مشاريع إعادة التّدوير لتناسب المُجتمعات حسب حالتها الاجتماعيّة والثقافيّة، وتبدأ عمليّة إعادة التّدوير بتصنيف المُخلّفات إلى عدّة أصناف: الخشبيّة، والزجاجيّة، والبلاستيكيّة، والورقيّة، والعضويّة، الإلكترونيّة، داخل المنازل وفي بعض الدّول داخل المكبّات الكُبرى، ثم تأتي شركات مُتخصّصة لإعادة تدوير أحد الأنواع السّابقة وتأخذها للشّركة المُتخصّصة في إعادة تدوير هذا النّوع، تقوم المصانع بإعادة هذا النّوع لمادّتِهِ الخام، والاستفادة منه ببيعه للشّركات والمصانع الأخرى. وتُعتبر اليابان من الدّول الرّائدة في عمليّة إعادة التّدوير، حيث تنتشر ثقافة إعادة التّدوير فيها بين جميع فئات الشّعب الياباني، وتبدأ عمليّات تصنيف النّفايات من المنازل والمدارس والمؤسسات الحكوميّة المُختلفة، وثم إرسالها لشركات استثماريّة تُعيد تصنيعها لمادّتها الخامّ، ثم تحقيق أرباح لتلك الشّركات، وتخليص المواطنين من الضّرائب المدفوعة على النّفايات.[3]

أضرار التخلص من النفايات بالطرق التقليدية

لم يتمّ اللّجوء لعملية إعادة تدوير النّفايات إلا بعد حدوث أضرار كبيرة من عمليّات التخلّص من النّفايات بطرق الطّمر والحرق وتلوّث المصادر المائيّة بشكل كامل. ومن هذه المخاطر والمشاكل التي تُسبّبها عمليّات كبّ النّفايات التقليديّة ما يأتي:[4]

  • زيادة نسبة ثاني أُكسيد الكربون، الأمر الذي يُشكّل السّبب الرّئيس لارتفاع درجة حرارة الأرض، وذوبان الثّلوج، وتعرّض الأرض للفيضانات.
  • تلّوث المياه الجوفيّة نتيجة تسلّل عصارة النّفايات المطمورة إلى باطن الأرض.
  • انتشار الأمراض السرطانيّة والميكروبيّة بسبب وضع مكبّات النّفايات بالقرب من المناطق السكنيّة، كما وتتسبّب عمليّات حرق النّفايات بالكثير من الأمراض التنفسيّة.
  • تلّوث مصادر المياه السطحيّة نتيجة إلقاء النّفايات داخل المُسطّحات المائيّة، كما حدث في نهر الزّرقاء في الأردن، والنّهر الأصفر في الصّين.
  • تلوّث التّربة والتسبُّب بموت النّباتات والحيوانات في مناطق الطّمر.
  • زيادة أعداد الحيوانات القارضة كالفئران والحشرات، ممّا يُسبّب اختلالاً بيئيّاً.

أمثلة لعملية إعادة التدوير

تنافست الجهات الحكوميّة وغير الحكوميّة في كل دول العالم على الاستفادة من نفاياتها بشكل سليم وذي جدوىً اقتصاديّة عالية بعدّة وسائل منها:[4]

  • إعادة تدوير المواد المطاطيّة وخلطها مع إسفلت الشّوارع.
  • تدوير الألمنيوم الذي يُصنَع به علب المشروبات الغازيّة، والمُعلّبات، واستخدامه في صناعة ألواح الألمنيوم.
  • جمع الزّيت النّاتج عن عمليّات القلي المُتكرّر في المنازل والمطاعم وإعادة تدويرها واستخدامها كزيوتٍ للتّشحيم.
  • جمع الورق من الدّفاتر والكتب التّالفة وإعادة تدويرها لصنع الأكياس الورقيّة وغيرها.
  • جمع بقايا الطّعام والغذاء التّالف والمُتعفّن والمنتهي الصلاحيّة وإعادة تدويره ليُصنَع منه الأعلاف والأسمدة العضويّة.
  • جمع الحيوانات النّافقة من القمامة للإستفادة من دهنها.

المراجع

  1. ↑ لين عرفات، يانا الكيلاني،فداء عودة (2015)، العلوم للصف الخامس الجزء الثاني (الطبعة الأولى)، عمّان: وزارة التربية والتعليم الأردنية، صفحة 110.
  2. ↑ سلام عبابنة (2014-1-26)، "فوائد اعاده التدوير"، EcoMENA.
  3. ↑ "اليابان تدخل عصرا جديدا من معالجة النفايات"، بي بي سي عربية، 2003-7-24. بتصرّف.
  4. ^ أ ب وليد زاهد، "تطوير عمليات التخلص من النفايات البلدية الصلبة"، موقع الهندسة البيئية.