إنّ الثقافة الاجتماعية لأي مجتمع تعتمد على أفراده المتعلّمين؛ فالدراسة هي التي تصل بالمجتمع إلى التحضّر، كما أنّها الوسيلة الوحيدة لإصلاحه، ويُشار إلى أنّ الأشخاص المتعلّمين يقومون بالقضاء على القواعد التقليدية والعادات غير المبرّرة التي وصلت المجتمع من العصور القديمة.[1]
إنّ المجتمعات عموماً والمجتمعات في البلدان النامية خصوصاً يعتمد مستقبلها في المقام الأول على تعليم أجيالها القادمة؛ فالدراسة ستضمن وجود قوة عاملة منتجة في البلد، وأفراد فعالين يُساهمون في تطوّره ونموّه؛ لذلك على المجتمعات النامية تحسين الموارد التعليمية، وتوفير فرص تعليمية كافية لأفرادها.[1]
إنّ العالم فعلياً موجود خارج حدود المنطقة الجغرافية لكلّ فرد، ولا يُمكن الوصول إلى العالم الجديد دون تعليم؛ فالدراسة تُعرّف الشخص إلى ثقافات متعدّدة، ويتعلّم من خلالها الأيديولوجيات والعواطف الإنسانية المختلفة، وتُمكّنه من التعرّف إلى كبار العلماء، وإلى الأشخاص العاديين والعديد من الفلسفات.[2]
يُمكن للدّراسة تطوير المهارات الحياتية عن طريق تطبيقها خارج حدود المدرسة أو الكلية أو العمل، بحيث يُصبح الشّخص قادراً على المجادلة في المواقف الرسمية وغير الرسمية، إضافةً إلى تمكّنه من تعلّم التعبير عن النفس بالشكل الصحيح، والقدرة على إجراء الأبحاث المناسبة في مختلف المسائل، والتفكير بشكلٍ منطقيّ؛ بحيث يضع الفرد أهدافاً واقعية، ويتمكّن من تحليل الظواهر بشكلٍ علميّ، والخروج باستنتاجات واقعية.[2]
يُوفّر التعليم للأطفال فرصةً لتعلّم العديد من المهارات إلى جانب التعلّم المعرفي، مثل: الرسم، والتلوين، والتّحلّي بالأخلاق وغيرها، ويُشار إلى أنّ مجرّد دخول المدرسة من شأنه تحفيز الرغبة لديهم في الحصول على المزيد من المعرفة، وسيبدؤون بتحديد الأمور الجيّدة والسّيئة بالنسبة لهم، كما سيبدؤون بالتحليل والتفكير في كلّ مهمّة تطلب منهم.[3]