-

أهمية فيتامين (د) و آثار نقصانه على الجسم

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

فيتامين د

يعرّف الفيتامين د بأنّه أحد الفيتامينات الذّائبة في الدهن، وهو يختلف عن غيره من الفيتامينات بأنّ الجسم قادر على تصنيعه في الجلد عن طريق التعرّض المتوسط لأشعة الشمس (2)، ويمرّ الفيتامين د بعدها بمرحلتين لتنشيطه، الأولى الكبد، والثانية في الكلى (3)، ويعمل الفيتامين د في الجسم بعد تنشيطه كهرمون ستيرويدي يسمّى ثنائي هيدروكسيل الكولي كالسيفيرول (الكالسيتريول)، وهو يلعب دوراً هاماً وأساسيّاً في تحسين صحّة العظام وتوازن الكالسيوم في الجسم (2)، وسنتحدّث في هذا المقال عن أهميّة الفيتامين د في جسم الإنسان وتأثير نقصه عليه.

الاحتياجات اليوميّة من فيتامين د

يبيّن الجدول الآتي الاحتياجات اليوميّة من فيتامين د حسب الفئة العمرية:

الفئة العمرية
الاحتياجات اليومية (ميكروجرام/اليوم)
الحد الأعلى (ميكروجرام/اليوم)
الرضع 0-6 أشهر
10
25
الرضع 6-12 شهراً
10
38
الأطفال 1-3 سنوات
15
63
الأطفال 4-8 سنوات
15
75
5-50 سنة
15
100
51-70 سنة
20
100
71 سنة فأكثر
15
100
الحامل والمرضع
15
100

(10)

أهميّة فيتامين د لجسم الإنسان

كما ذكرنا أعلاه فإن الفيتامين د يعمل في الجسم كهرمون ستيرويدي، وهو يؤدّي وظائفه عن طريق تفاعله مع مستقبلاته الموجودة في جدران ونوايا الخلايا، حيث إنّه بذلك يؤثر على عمليّة نسخ الجينات في الأنسجة المختلفة، ويؤثّر الفيتامين د في أكثر من 50 جيناً، ومن ضمن هذه الجينات جين البروتين الرابط للكالسيوم (1)، وتشمل وظائف الفيتامين د ما يلي:

  • توازن الكالسيوم والفوسفور في الجسم، والتي تعتبر أبرز وظائفه، حيث إنّه يحفز تكوين البروتين الرابط للكالسيوم في جدار الأمعاء والذي يعمل على امتصاصه، كما أنّه يساهم في امتصاص الكالسيوم أيضاً عن طريق تحفيز قنوات الكالسيوم على امتصاصه (1).
  • يلعب الفيتامين د دوراً أساسيّاً في ترسيب المعادن في العظام لما له من دور مباشر في الحفاظ على تراكيزها في الدم، وبالإضافة إلى دوره في امتصاص الكالسيوم فهو يرفع أيضاً من امتصاص الفسفور ويحفّز الكليتين على إعادة امتصاصهما، وهو بذلك يساهم في الحفاظ على صحّة العظام (1).
  • يعمل الفيتامين د مع هرمون الغدة الجار درقية وهرمون الكالسيتونين على الحفاظ على مستوى ثابت للكالسيوم في الدم، وفي حال انخفض مستوى الكالسيوم يرتفع هرمون الغدة الجار درقية محفّزاً سحب الكالسيوم من العظام والتخلص من الفوسفور في البول، أمّا في حال ارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم فيرتفع هرمون الكالسيتونين، مما يرفع من معدل التخلّص من الكالسيوم في البول، وبالتالي فإنّ الكميات الكافية من فيتامين د والكالسيوم معاً يحافظان على مستويات طبيعيّة للكالسيوم في الدم ويمنعان ارتفاع هرمون الغدة الجار درقية الذي يسبب خسارة الكالسيوم من العظام وخفض كتلتها (3).
  • يلعب الفيتامين د دوراً هامّاً في تمايز الخلايا وتكاثرها ونموها الطبيعيّ في العديد من الأنسجة التي تشمل الجلد والعضلات والغدة الجار درقية وجهاز المناعة (1) والدماغ والجهاز العصبي والغضاريف والبنكرياس والأعضاء التناسلية (2) والثدي والقولون، وهو يمنع النموّ غير الطبيعي للخلايا مما يقلّل من خطر الإصابة بالسرطان (3).
  • يلعب الفيتامين د دوراً هاماً في العمليّات الأيضية في العضلات مؤثّراً في قوتها وانقباضها، ويسبب نقصه ضعفاً في العضلات وخاصة عضلة القلب (3).
  • تحتاج خلايا البيتا في البنكرياس إلى الفيتامين د حتى تُتم الإفراز الطبيعيّ للإنسولين (3)، ووجدت بعض الدّراسات أنّ مستوى هرمون الكالسيتريول في الدم يتناسب عكسيّاً مع مقاومة الإنسولين وأنّه يلعب دوراً في الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني (4).
  • تقترح العديد من الدراسات الحديثة دوراً للفيتامين د في تنظيم عمل جهاز المناعة والاستجابات المناعيّة بعد أن وجدت الأبحاث مستقبلات فيتامين د في خلاياه، وهو بذلك يقلّل من فرصة حدوث الخلل في استجابات جهاز المناعة والتي تُسبب أمراض المناعة الذاتيّة، مثل مرض السكري من النوع الأول والتصلب اللويحي وأمراض الأمعاء الالتهابيّة (3) وبعض أمراض الروماتيزم ذات طبيعة المناعة الذاتية (5).

نقص فيتامين د

نقص الفيتامين د هو مشكلة صحيّة شائعة يصاب بها عدد كبير من النّاس، ويسبب نقصه نقصاً في تكوين البروتينات الرابطة للكالسيوم في خلايا الأمعاء مما يقلل من امتصاص الكالسيوم، وبالتالي يسبب نقص فيتامين د نقصاً ثانويّاً في الكالسيوم حتى لو كان الشخص يتناوله بكميات كافية، ويسبب ذلك في الأطفال مرض الكساح في حين أنّه يسبب مرض لين العظام في الكبار (2)، هذا بالإضافة إلى المزيد من التأثيرات الصحيّة لنقصه والتي سنتحدّث عنها أدناه.

أسباب نقص فيتامين د

تشتمل أسباب نقص الفيتامين د على كل مما يلي:

  • عدم التعرّض الكافي لأشعة الشمس (2).
  • لون البشرة الداكن (2)، حيث يحتاج الأشخاص أصحاب البشرة الداكنة إلى فترة أطول من التعرض لأشعة الشمس للحصول على كميات كافية من الفيتامين د مقارنة بنظائرهم من أصحاب البشرة الفاتحة (1).
  • رضاعة حليب الأم دون إعطاء الرضيع مكمّلات فيتامين د (2).
  • وجدت بعض الدراسات أنّ السمنة ترفع من فرصة الإصابة بنقص الفيتامين د عن طريق تأثيرها على كفاءة الجسم في امتصاصه، ويبرز هذا التأثير في حال كان الشخص يعتمد على المصادر الغذائية الطبيعيّة والمدعمّة بالفيتامين د بدلاً من التعرّض لأشعة الشمس (6).
  • تسبّب الأمراض التي تقلّل من هضم وامتصاص الدهون نقصاً في امتصاص فيتامين د (2).
  • يرتفع خطر الإصابة بالفيتامين د في كبار السن بسبب ضعف قدرة الجلد على تصنيعه وضعف قدرة الكبد والكليتين على تنشيطه، بالإضافة إلى قلة تعرّضهم لأشعة الشمس، وقلّة تناولهم للحليب المدعّم به، والذي يعتبر مصدره الرئيسيّ في حمية الإنسان (2).

آثار نقص فيتامين د

يحدث هذا المرض عندما لا تترسّب كميّات كافية من المعادن في العظام أثناء مرحلة النموّ، ويسبّبه نقص فيتامين د كما ذكرنا أعلاه، كما يمكن أن يسبّبه نقص الكالسيوم أو الفسفور، وتشمل أعراضه ما يلي:

  • تشوّهات في تركيب العظام وشكلها، بحيث تصبح العظام ضعيفة وغير قادرة على حمل وزن الجسم أو تحمّل الضغوطات اليوميّة التي تتعرض لها العظام بشكل اعتياديّ، فينتج عن ذلك تقوّساً في عظام الساقين، ونتوءات على شكل مسبحة في عظام القفص الصدري، وبروز عظام الصدر، وبروز عظم الجمجمة الأمامي (1).
  • تضخم في عظام الرسغ والكاحل بسبب فشل هذه المناطق في ترسيب المعادن، وبالتالي تستمر في النمو (1).
  • ألم في العظام (1).
  • ليونة في العضلات (1).
  • تكزز العضلات (الانقباض والتشنج المستمر) الذي يحصل بسبب نقص الكالسيوم (1).
  • ارتفاع مستوى إنزيم الفوسفاتاز القلوي في الدم بسبّب تحرّره من الخلايا الهادمة لخلايا العظم (1).
  • تأخّر ظهور الأسنان وتشوّهها وضعفها (9).

يعتبر مرض تليّن العظام نسخة الكبار من مرض الكساح، وهو أكثر شيوعاً في السيدات اللواتي لا يحصلن على كميّات كافية من الكالسيوم والتعرض لأشعة الشمس (2)، ويسبب هذا المرض نقصاً في كثافة العظام وظهور أشباه الكسور في العظام وخاصة في العمود الفقري وعظم الفخذ والعضد، وضعف في العضلات، كما أنه من خطر الإصابة بالكسور، وخاصة في عظام الحوض والرسغ (1)، ويمكن أن يسبب هذا المرض تقوساً في القدمين وانحناءً في الظهر(2).

يصيب مرض تليّن العظام السيدات في عمر الإنجاب اللواتي لا يتعرّضن للشمس بشكل كافٍ وتفتقر حميتهنّ للكميات الكافية من الكالسيوم والفيتامين د بعد الحمل والرضاعة المتكرّرين (3).

مرض هشاشة العظام هو مرض متعدد العوامل، وهو المرض الأكثر شيوعاً في النساء بعد سن اليأس، ولكنّه يمكن أن يصيب الرجال الكبار في السن (1)، ويسبب عدم الحصول على كميّات كافية من فيتامين د خسارة للكاسيوم من العظام، فتقل كتلتها، مما يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالكسور، وقد وجدت دراسة أنّ نصف السيدات المصابات بهشاشة العظام وكسر الحوض المقيمات في المستشفى كان لديهن نقص غير مشخّص في فيتامين د (2).

  • وُجد أنّ نقص فيتامين د يرتبط بالاكتئاب (7).
  • وجدت بعض الدراسات علاقة بين نقص فيتامين د وزيادة الوزن (6).
  • وجدت الأبحاث أن نقص فيتامين د يرفع من قابلية الجسم لعدوى فيروسات وبكتيريا الجهاز التنفسيّ والربو (8).
  • وجدت بعض الدراسات علاقة بين نقص الفيتامين د وارتفاع خطر الوفاة من أمراض القلب والأوعية الدمويّة (10).
  • وجدت بعض الدراسات علاقة بين نقص فيتامين د والتأخّر الإدراكي في كبار السن (10).
  • وجدت بعض الدراسات ارتباطاً بين نقص الفيتامين د وارتفاع فرص الإصابة بالسرطان (10).

مصادر فيتامين د

يعتبر التعرض لأشعة الشمس هو المصدر الرئيسيّ للحصول عليه، في حين لا تعتبر المصادر الغذائيّة كافية بشكل عام (2)، ويكفي التعرّض لأشعة الشمس لمدة 10-15 دقيقة في الأيام المشمسة مرتين إلى ثلاث في الأسبوع (1)، في حين يحتاج ذوي البشرة الداكنة إلى فترات أطول (2).

أمّا بالنسبة لمصادره الغذائيّة، تعتبر زيوت كبد السمك أعلاها، كما أنّه موجود بكميّات بسيطة في الزبدة، والقشطة، وصفار البيض، والكبدة، (1)، ويمكن الحصول على فيتامين د من مكملاته الغذائيّة (2) والأغذية المدعّمة به مثل العصائر، وحبوب الإفطار، والحليب، والمارجرين (3).

يعتبر حليب الأم، والحليب البقريّ غير المدعّم مصدرين ضعيفين لفيتامين د، ويجب أن يتمّ إعطاء الطفل الرضيع الذي يرضع من حليب الأم مكمّلات لفيتامين د الغذائية تحت إشراف الطبيب، في حين يتم دائماً تدعيم حليب الأبقار المخصّص للأطفال (الحليب الصناعيّ) بالفيتامين د بحيث لا يحتاج الأطفال الذين يعتمدون عليه لتناول مكمّلاته الغذائيّة (1).

المراجع

(1) بتصرف عن كتاب Mahan L. K. and Escott-Stump S. / Krause's Nutrition and Diet Therapy/ 11th Edition/ Elsevier/ .The United States of America 2004/ pages 83-88

(2) بتصرف عن كتاب Rolfes S. R., Pinna K. and Whitney E./ Understanding Normal and Clinical Nutrition/ 7th Edition/ Thomson Wadswoth/ The United States of America 2006/ pages 375-379.

(3) بتصرف عن كتاب Schlenker E. D. and Long S. / William's Essentials of Nutrition and Diet Therapy/ 9th Edition/ Elsevier/ Canada 2007/ pages 114-119.

(4) بتصرف عن مقال ِAlvares J. A. and Ashraf A. (2010) Role of Vitamin D in Insulin Secretion and Insulin Sensitivity for Glucose Homeostasis International Journal of Endocrinology/ 2010/ 18 pages.

(5) بتصرف عن مقال Cutolo M. (2009) Vitamin D and autoimmune rheumatic diseases Reumatology/ 48/ 3/ pages 210-212.

(6) بتصرف عن مقال Wortsman J. et al. (2000) Decreased Bioavailability of Vitamin D in Obesity The American Journal of Clinical Nutrition/ 72/ 3/ pages 690-693.

(7) بتصرف عن مقال By Denise Mann WebMD Health News Reviewed by Brunilda Nazario/ Vitamin D Deficiency Linked to Depression/ 2012/ webmd.com/depression/news/20120627/vitamin-d-deficiency-linked-to-depression.

(8) بتصرف عن مقال Hansdottir S. and Monick M. M. (2011) Vitamin D effects on Lung Immunity and Respiratory Diseases Vitamins and Hormones/ 86/ pages 217-237.

(9) بتصرف عن مقال Vitamin D counsel/ Rickets/ 2014/ vitamindcouncil.org/health-conditions/rickets/.

(10) بتصرف عن The National Academies of Sciences. Engineering. Medicine/ Dietary Reference Intakes Tables and Application/ 2015/ www.nationalacademies.org/hmd/Activities/Nutrition/SummaryDRIs/DRI-Tables.aspx.