عندما شعر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بقرب وفاته، أخذ يُوصي أصحابه بعض الوصايا كلّما سنحت له الفرصة، وفيما يأتي ذكر البعض منها:[1]
بدأ شعور النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بمرضه وهو عائدٌ من جنازةٍ في البقيع، وكان ذلك يوم الاثنين الموافق للتاسع والعشرين من شهر صفر للعام الحادي عشر للهجرة، وقد استمرّ مرضه مدّة ثلاثة عشر أو أربعة عشر يوماً، مرّ خلالها بتوعّكاتٍ تشتدّ عليه وتخفّ، يستطيع بين الحين والآخر أن يخرج إلى المسلمين يُصلّي فيهم في المسجد، ولقد أوصى أبا بكرٍ الصديق -رضي الله عنه- أن يؤمّ المسلمين في صلاتهم عندما يغلبه المرض ولا يستطيع الإمامة بهم.[3]
في صبيحة يوم وفاة النبيّ عليه الصلاة والسّلام، دعا الحسن والحسين -رضي الله عنهما- فقبّلهما وأوصى بهما خيراً، ودعا زوجاته -رضي الله عنهنّ- وأوصاهنّ بعض الوصايا كذلك، ثمّ دعا ابنته فاطمة -رضي الله عنها- وبشّرها بأنّها سيدة نساء العالمين، وأمّا لمّا حضرت منيّته كان متّكئاً على صدر عائشة رضي الله عنها، وقد شعرت عائشة بسكرات النبيّ -عليه السّلام- حتّى فاضت روحه، ويُذكر أنّ عمر النبيّ -عليه السّلام- عند وفاته كان ثلاثةً وستّين عاماً وأربعة أيّامٍ، على أصحّ أقوال العلماء، وبوفاته -صلّى الله عليه وسلّم- كانت وفاة آخر الأنبياء والمرسلين عليهم السلام، وانقطاع الوحي عن الأرض، فكانت تلك مصيبة لم يماثلها مصيبةٌ على البشر قطّ.[2]