-

آخر سورة في القرآن

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

آخر سورةٍ في القرآن

تُعدّ سورة الناس آخر سورةٍ في القرآن الكريم وِفقاً لترتيب سور المصحف الشريف، وليس وفق تتابع نزول السور، ومعلومٌ أنّ مجموع سور القرآن الكريم مئة وأربعً عشرة سورةً، منها سبعٌ وثمانون مكيّةً، وسبعٌ وعشرون مدنيّةً،[1]وسورة الناس من السور المدنيّة، وذهب بعض أهل العلم إلى أنّ سبب تسمّيتها بهذا الاسم ورود كلمة الناس فيها خمس مرّاتٍ،[2] وهي واحدةٌ من خمس سورٍ ابتدأت بـ "قل"،[1] ومقصد السورة العام توجيه الخلق إلى سُبُل الحقّ في الاعتصام بالإله الحقّ من شرور الخلق.[2]

فوائد سورة الناس

لسورة الناس فوائد وآثاٌر عظيمةٌ السورة يُحسن بالمسلم تأملها، ومن أهمّها:

إثبات الربوبيّة

يجد القارئ لسورة الناس أنّ مسألة الربوبيّة تحضر في ثناياها بقوّةٍ، حيث تركّز على أنّ الله ربّ كُلّ شيءٍ ومليكه، وأنّ الخلق كُلّهم عبيده، وهم جميعاً تحت ملكه، ومن هنا فقد جاء التأكيد على ضرورة الاستعاذة بالله وحده من شرور الشيطان وشركه ووسوسته في آياتٍ كثيرةٍ؛ حيث يقول سبحانه: (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم)،[3] والاستعاذة لها مواضع عِدّةٌ، منها ما يكون عند البدء بتلاوة القرآن الكريم، ومنها ما يكون عند الغضب، وغيرها من المواضع.[4]

الرقية بسورة الناس

يُستحبّ للمسلم قراءة سورة الفلق والناس، أي: "المعوذتين" وسورة الإخلاص كُلّ صباحٍ ومساءٍ، ثلاث مرّاتٍ، وتُقرأ أيضاً على المرضى والمسحورين بنيّة الشفاء، وعند المبيت، وقد جاء في الحديث الصحيح عن عائشة -رضي الله عنها- أنّ رسول اللَّه -صلّى الله عليه وسلّم-: (كانَ إذا اشْتَكَى يَقْرَأُ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذاتِ ويَنْفُثُ)،[5] وقد أوصى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عقبة بن عامر بالمداومة عليهما، حيث قال: (تَعَوَّذْ بِهِمَا، فَمَا تَعَوَّذَ مُتَعَوِّذٌ بِمِثْلِهِمَا)،[6] وقد حرص أهل العلم على شدّة العناية بسورة الناس وسورة الفلق لعظيم نفعهما وشدّة حاجة الناس إليهما، خاصّةً في دفع ضرر السحر وأذى العين وسائر الشرور، وذكر ابن القيم أنّ الحاجة إليهما تفوق حاجة المسلم إلى الطعام والشراب.[4]

المراجع

  1. ^ أ ب عبد الله القحطاني، "معلومات في القران الكريم"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-2-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "سورة الناس"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-2-2019. بتصرّف.
  3. ↑ سورة الأعراف، آية: 200.
  4. ^ أ ب أمين الشقاوي (25-3-2015)، "تأملات في سورة الناس"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-2-2019. بتصرّف.
  5. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 5016، صحيح.
  6. ↑ رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم: 1463، سكت عنه، وكل ما سكت عنه فهو صالح.