آخر سورة نزلت

آخر سورةٍ نزلت

تعدّدت الأقوال في آخر سورةٍ نزلت من القرآن الكريم؛ فذهب عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنّها سورة النصر، التي مطلعها قول الله سبحانه: (إذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ)،[1] ويؤيد رواية ابن عباس -رضي الله عنه- التي أخرجها مسلم -رحمه الله- ما صحّ في البخاري عن عمر بن الخطاب وابن عباس -رضي الله عنهم- أنّ هذه السورة حملتْ إشارةً بقرب أجل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ويرى البراء بن عازب -رضي الله عنه- أنّ سورة براءة هي آخر ما نزل من سور القرآن الكريم، قال رضي الله عنه: (آخِرُ سورةٍ نزلَتْ: بَراءةٌ)،[2] في حين كانت السيدة عائشة -رضي الله عنها- ترى أنّ سورة المائدة هي آخر ما نزل من سور القرآن الكريم، ففي الرواية قالت: (إنَّها آخِرُ سُورةٍ نزَلَتْ، فما وجَدتُم فيها مِن حَلالٍ فاستحِلُّوه، وما وجَدتُم فيها مِن حَرامٍ فحَرِّموه).[3][4]

أسباب اختلاف الأقوال في آخر ما نزل

الاختلاف في روايات الصحابة عن آخر ما نزل من القرآن الكريم مرجعه إلى أنّه لم يثبت عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حديثٌ يبيّن ذلك، فلا سبيل إلى معرفة آخر سورةٍ أو آيةٍ عن طريق السنّة النبويّة، ولهذا اختلف الصحابة، واجتهدوا بما عرفوه، وكلٌّ منهم أجاب بما عنده من علمٍ في المسألة، ومن الممكن أنّ بعضهم أجاب بغلبة الظنّ على اعتبار أنّ معرفة آخر ما نزل من السور والآيات والعلم بها ليست من فرائض الدين.[5]

أماكن نزول القرآن الكريم

كان أغلب نزول القرآن الكريم على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة، كما أنّه نزل في غيرهما، والضابط المعتبر عند أهل العلم في التفريق بين أماكن النزول؛ هو أنّ ما نزل قبل هجرته -عليه الصّلاة والسّلام- فهو مكّيٌّ وإن كان نزوله في المدينة، وما نزل بعد هجرته -عليه الصّلاة والسّلام- فهو مدنيٌّ وإن كان نزوله في مكّة.[6]

المراجع

1. ↑ سورة النصر، آية: 1.
2. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم: 4605، صحيح.
3. ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 25547، صحيح.
4. ↑ محمد المنجد (28-4-2003)، "آخر سورة نزلت في القرآن"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 25-1-2019. بتصرّف.
5. ↑ "معرفة آخر ما نزل من القرآن"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 25-1-2019. بتصرّف.
6. ↑ بروج الغامدي (28-9-1439)، "نزول القرآن"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-1-2019. بتصرّف.