ترجع فكرة إنشاء قناة سويسٍ ثانيةٍ إلى سبعينيّات القرن الماضي، حين قام وزير الإسكان المهندس حسب الله الكفراوي بعرض الفكرة على الرئيس أنور السادات، ولكنّ المشروع لم يُنفّذ آنذاك، ثم طرحت الفكرة بعدها مرةً أخرى على الرئيس حسني مبارك، ولم تنفذ أيضاً، حتى سنة 2013 في عهد الرئيس محمد مرسي، حيثُ أعْلِنَ الاتفاقُ مع المكتب الاستشاريّ لتولّي تنفيذ المشروع.
لم يبدأ تنفيذ المشروع الفعليّ حتى سنة 2014، حين أعْلن عبد الفتاح السيسي رئيس مصر الحالي عن بدء التنفيذ الفعليّ، وإنشاء مجرى ملاحي جديد وتعميق المجرى الحالي، وقد جاء هذا القرار لعدة أسباب أهمها رفْعِ أهمية قناة السويس؛ كونها مركزاً لوجيستياً عالمياً متكاملاً؛ فهو مركزٌ اقتصاديٌ وتجاريٌ وعمرانيٌ، ولجعلِ إقليم قناة السويس محوراً منافساً عالمياً، وكان ضمن الإقليم الجديد للقناة كلٌ من محافظات بور سعيد، والسويس، والإسماعيلية، وفي السابع من شهر أغسطس لعام 2014 بدأ التنفيذ، حيث قام حوالي 44 ألف مواطن مصريّ بعمليات الحفر، باستخدام 4500 معدةٍ، ومشاركة 84 شركةً.
وكان هناك كتيبتان من الجيش المسلّح وكتائب طرق ليساعدوا في الحفر، وأخذَ الحفرُ الجافّ مدة تسعة أشهر إلى أن انتهى، ثم بدأ بعدها الحفر المائي، وكان هناك فقط 2000 عامل من هيئة قناة السويس، و3000 عامل من تحالف التحدي، و750 عاملاً من تحالف الأمل، وانتهت هذه المرحلة بإخراج 258.8 مليون متر مكعب من الرمال المشبعة بالماء، ثم تم تركيب 120 شمندورة على طول المجرى الملاحي للقناة الجديدة، وقد كانت ترتبط مع نظامٍ إلكترونيٍ مع حاسبٍ آليٍ يربط بين السفن ومراكز الإرشاد، وجُهّزت أيضاً بمساعدات ملاحية تساعد المرشدين في عوْن السفن خصوصاً في الأجواء السيئة، ولم يكن هناك مركز إرشادٍ واحدٍ بل عشرةُ مراكز.