-

حياة حافظ إبراهيم

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

حافظ إبراهيم

حافظ إبراهيم هو شاعر مصري تميز بحبه لوطنه والدعوة إلى إصلاحه، وبأسلوبه المنفرد في مسايرة عواطف أفراد المجتمع المصري، ونقده اللاذع للحياة السياسية والاجتماعية في شعره الاجتماعي، وقد نشأ يتيماً فقيراً محاطاً بظروفٍ صعبة.[1]

ولادة حافظ إبراهيم

وُلد محمد حافظ والمعروف بحافظ أو شاعر النيل فيما بعد، في سفينة رست على نهر النيل في جنوب مصر بالقرب من قناطر ديروط بالصعيد،[2] ولم يتم تحديد تاريخ ميلاد حافظ على وجه الدقة؛ لعدم وجود وثائق رسمية تبين ذلك، ولكن قُدّر ميلاده في الرابع من فبراير عام 1872م.[3]

نشأة حافظ إبراهيم

نشأ حافظ فترة قصيرة جداً في كنف أبيه المصري مهندس الري إبراهيم فهمي؛ حيث خطف الموت الأب من ابنه وهو لم يتجاوز بعد الأربع سنوات، وعندها اضطرت أمه تركية الأصل السيدة هانم بورصلية أخذه والذهاب عند أخيها المهندس محمد نيازي وهي لا تملك قوت يومها،وترعرع حافظ في فقرٍ وضنك، وبدأ يرتاد المدرسة الخيرية بملابسٍ رثة وببؤسٍ ظاهر على محياه.[4]

تعلم حافظ القراءة والكتابة ومبادئ الرياضيات وحفظ القرآن في المدرسة الخيرية بالقلعة، وانتقل إلى عددٍ من المعاهد إلى أن استقر في المدرسة الخديوية، وعندما بلغ السادسة عشرة انتقل مع خاله إلى طنطا والتحق بإحدى مدارسها، وعكف حينها على قراءة وحفظ الدواوين الشعرية، وشرع بكتابة أبياتٍ شعرية قصيرة وبدأ بترديدها على مسامع زملائه، فمنهم من أُعجب بشعره ومنهم من نفر منه.[5]

كان حافظ قارئاً نهماً في مجال الأدب والشعر، وأثّر كتاب (الوسيلة الأدبية) للشيخ حسين المرصفي عليه وعلى معظم الناشئة المتأدبين في عصره تأثيراً خاصاً، ويجمع هذا الكتاب أمثال وأشعار وقصص العرب منذ العصر الجاهلي إلى أوائل العصر الحديث، وحفظ شاعرنا الكثير من القصص والنوادر والطرائف والأبيات الشعرية التي وردت في الكتاب إذ إنّه تميز بذاكرة قوية، وأخذ يردد ما حفظه في المجالس وعلى مسامع أصدقائه وفي المناسبات المختلفة.[6]

حياة حافظ إبراهيم

انقطع حافظ عن الدراسة وأخذ يبحث عن عمل بعد أن ضجر أهله من حياته الفارغة، ووقع اختياره على مهنة المحاماة؛ فهي تتناسب مع طلاقة لسانه واتقّاد ذهنه وقدرته على إبراز الحجج والأهم أنها لا تحتاج إلى شهادات دراسية. ترك حافظ المحاماة بعد فترةٍ قصيرة والتحق بالمدرسة الحربية التي تخرج منها برتبة ملازم ثانٍ عام 1891م، ورافق الملازم حافظ الضابط الإنجليزي كتشنر في فتح السودان، وعانى حافظ في السودان معاناة شديدة جعلته يفكر بالاستقالة مرات عديدة على الرغم من حاجته للمال حيث قال: (لما كنت في السودان كنت أكتب الاستقالة من عملي في الجيش ظهراً، حتى إذا أقبل الأصيل بنسائمه مزقت الاستقالة)، وفي عام 1900م أُحيل حافظ على الاستيداع بسبب سخريته وتهكمه على قادته الإنجليز، وبدأ رحلة البحث عن عمل من جديد إلى أن ساعده أحد أصدقائه عام 1911م وعينه في دار الكتاب.[2]

صفات حافظ إبراهيم

كان حافظ ابراهيم أسود، عريض المنكبين، وطويلاً، ومفتول الساعدين، ومستحكم الخلقة والتركيب، وبسيطاً وسمحاً، كما تميز حافظ بالكرم والجود، وسرعة الحفظ وقوة الذاكرة، والصراحة، وحب الناس، وخفة الظل، كما أنّه اتصف بسلاطة اللسان، وعدم حفظ الأسرار، والخوف، والتردد.[3]

حافظ إبراهيم والمرأة

تزوج حافظ عام 1906م بعد إلحاح والدته، وطلق زوجته بعد أربعة أشهر، ولم يكن للمرأة نصيب يُذكرمن شعر حافظ، وعندما سُئل هل أَحب، أجاب: (النساء صنفان جميلة تنفر من قبحي ودميمة أنفر من قبحها).[4]

حافظ إبراهيم والإسلام

كان حافظ إبراهيم فخوراً بدينه محباً له إذ نظم العديد من القصائد الشعرية التي تعنى بجوانب مختلفة من الدين الإسلامي، فقد وصف عمر بن الخطاب وصفاً رائعاً، وتغنّى بعظمة خالد بن الوليد، ومجّد الخلافة العثمانية التي مثلت المسلمين في زمنه، وذكر آثار الزكاة الإيجابية على المجتمع. ومع حبه لدينه لم يكن حافظ متعصباً أبداً؛ فقد حزن أشد الحزن على الصدع الذي أحدثه المستعمر بين المسلمين والأقباط.[7]

كتب حافظ إبراهيم

نذكر من أهم أعمال حافظ ما يأتي:[6]

  • البؤساء، وهي رواية لفكتور هيجو ترجمها حافظ إلى العربية سنة 1903م.
  • ديوان شعره.
  • كتيب في التربية الأولية الذي ترجمه حافظ عن كتاب فرنسي بتكليف من وزارة المعارف، وطُبع الكتاب عام 1912م.
  • كتاب ليالي سطيح الذي احتوى على آراء حافظ حول المجتمع المصري ووصف حال البلد وهي بقبضة المستعمر آنذاك، وقد ألف حافظ هذا الكتاب ما بين عامي 1907 و1908م.
  • الموجز في علم الاقتصاد الذي تعاون في ترجمته كلّ من حافظ ابراهيم وخليل مطران بتكليف من وزارة المعارف، وطُبع عام 1913م.

من شعر حافظ إبراهيم

من قصيدة حافظ إبراهيم عن الشمس:[8]

لاح منها حاجب للناظريـــن

فنسوا بالليل وضاح الجبيـــن

ومحت آيتها آيتـــــــــــــه

وتبدت فتنة للعالميـــــــــن

نظر إبراهام فيـــها نظــرة

فأرى الشك وما ضل اليقين

قال: ذا ربـي فلما أفـلـــــت

قال: إني لا أحب الآفليــــــن

ودعـا القـوم إلى خالقـــــها

وأتى القوم بسلطانٍ مبيــــــن

وفاة حافظ إبراهيم

أصيب حافظ إبراهيم بمرض السكر لكنّه لم يكن يلتزم بالعلاج، فازدادت أمراض حافظ بسبب إهماله لصحته وتقدمه في السن، وكان يشعر بدنو أجله كلما رحل أحد أصدقائه، وبعد تقاعده بشهورٍ قصيرة وتحديداً الساعة الخامسة صباحاً من يوم الخميس 21-7-1932م توفي حافظ إبراهيم عن عمر يناهز ستين عاماً.[6]

المراجع

  1. ↑ عبد المنعم ابراهيم الجميعي، شاعر النيل حافظ ابراهيم، مصر: سلسة رواد التنوير، صفحة 35. بتصرّف.
  2. ^ أ ب السعيد محمود عبد الله، حافظ ابراهيم دراسة تحليلية لسيرته وشعره، مصر: GOAL، صفحة 3، 5-8. بتصرّف.
  3. ^ أ ب فوزية الشمراني (2010-2009)، الأخلاق في شعر حافظ ابراهيم دراسة موضوعية وفنية، المملكة العربية السعودية: جامعة أم القرى، صفحة 2، 3-4. بتصرّف.
  4. ^ أ ب مهرجان حافظ بالاسكندرية (1975)، حافظ ابراهيم، القاهرة: المطبعة الأميرية، صفحة 107-106 ،115. بتصرّف.
  5. ↑ "حافظ إبراهيم شاعر النيل الأثيل"، دعوة الحق، العدد 84، صفحة 00. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت عبد الحميد سند الجندي، حافظ ابراهيم شاعر النيل، الاسكندرية: مكتبة الدراسات الأدبية، صفحة 17-16، 218-220 ، 44-46. بتصرّف.
  7. ↑ "حافظ إبراهيم"، islamstory، 2008-7-16، اطّلع عليه بتاريخ 2017-11-30. بتصرّف.
  8. ↑ يوسف نوفل (1997)، شاعر الشعب وشاعر النيل (الطبعة الأولى)، القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، صفحة 19-20. بتصرّف.