لا شكّ أنّ صلاة التراويح صلاةٌ ثابتةٌ عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وقد اختلف العلماء في عدد ركعاتها، إلّا أنّ جميع هذه الاختلافات لم تقلّ فيها الصلاة عن ثمان ركعاتٍ بالإضافة إلى ثلاث ركعات وترٍ،[1] وعليه فإنّه لا يوجد عددٌ ثابتٌ في ركعات صلاة التراويح، بيد أنّ أغلب العلماء قالوا بأنّها عشرين ركعةً إضافةً إلى ثلاث ركعات للوتر، وهذا ما ثبت في عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وعلى ذلك اتّفقت المذاهب الأربعة، فيما هناك روايةٌ أخرى عن الإمام مالك يقول فيها إنّها تسعٌ وثلاثون ركعةً مع الوتر، غير أنّ هناك من قال بأنّها ثلاثٌ وأربعون ركعةً، وتجدر الإشارة هنا إلى أنّه مهما صلّى المسلم سواء ثمان ركعاتٍ أو زاد عليها فليس هناك حرجٌ، فالأهمّ هو حال الصلاة وكيفيتها.[2]
يعود لفظ التراويح لمفرد ترويحةٍ، وهي الراحة، وقد سُمّيت الصلاة بهذا الاسم لأنّها صلاةٌ طويلةٌ فيستريح الناس فيها بين كُلّ أربع ركعاتٍ ثم يُكملوا الصلاة، أمّا اصطلاحاً فهي قيام شهر رمضان المبارك، وهي صلاةٌ مشروعةٌ بإجماع أهل العلم،[3] في حين أنّ حكمها سنّةٌ مُؤكّدةٌ عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وتكون ركعتين ركعتين، فقد كان الرسول يُرغّب صحابته على قيام الليل دون أن يأمرهم بذلك.[4]
إنّ وقت صلاة التراويح يكون بعد صلاة العشاء، ويُستحبّ أن تكون قراءة القرآن فيها جهراً، فيما تمتلك هذه الصلاة فضائل عظيمةً وعديدةً أبرزها:[5]