تعامل الرسول مع الناس
الرسول محمد عليه السلام
الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، من بني هاشم، من قبيلة قريش العربية، ولد في مكة في عام الفيل، الموافق للثاني عشر من ربيع الأول، يوم الإثنين، وهو نبي الإسلام، وخاتم الأنبياء والمرسلين، الذي بعثه الله سبحانه وتعالى للبشر كافة، لدعوتهم لتوحيد الله، وعدم الإشراك به.
أيّد الله تعالى محمّد بعددٍ من المعجزات، أهمها معجزة القرآن الكريم، وهو الكتاب المنزّه عن التحريف والتعديل، وقد تنزّل عليه القرآن أول مرةٍ، وهو معتكفٌ في غار حراء، وهو غار موجود في أحد الجبال القريبة من مكة، وكان ذلك في ليلة القدر، في شهر رمضان، وكان عمره عند البعثة أربعين عاماً.
تزوّج عليه السلام أولى زوجاته وهو في عمر الخامسة والعشرين، وهي خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، التي أنجبت له أبناءه وبناته جميعاً، ما عدا إبراهيم ابن مارية القبطية، وقد عاش طفولته يتمياً بعد وفاة أمه؛ إذ إنّه ولد يتيم الأب فكفله جده عبد المطلب بعد أمه، وبعد وفاة جده كفله عمه أبو طالب، وقد عُرف عليه السلام بسيرته العطرة، وأخلاقه العالية، حتى إنّه كان يُلقّب بين الناس بالصّادق الأمين.
طريقة تعامل الرسول مع الناس
يُعتبر الرّسول عليه الصلاة والسلام قدوةً في تعامله مع أهل بيته وأصحابه وحتى مع أعدائه ومع الناس جميعاً، ومن أهمّ مميّزات أسلوبه في التعامل مع الناس ما يلي:
- لم يكن يستعلي في تعامله على أحد، ولم يكن مغروراً، بل كان متواضعاً جداً، رغم أنّه أعظم الخلق وأعلاهم مكانةً عند الله تعالى.
- كان يُقابل النّاس بالوجه الطّلق الحسن، والابتسامة، والوجه البشوش الدائم، ولم يكن يقطب في وجوه الناس.
- كان يكلّم الناس بأسلوبٍ هادئٍ ورزين، وبعيدٍ عن الفظاظة بالتعامل، بل كان حديثه ليّناً مطواعاً.
- يشارك الناس في أفراحهم، ويفرح لفرحهم، ويشاركهم في أتراحهم ويقدّم لهم الدعم والمواساة، ويشدّ من أزرهم.
- لم يكن يميّز في التعامل بين أصحابه، مهما كانت أصولهم أو منابتهم أو أموالهم، بل كان يُعاملهم معاملةً واحدةً، وكان يقول دائماً : ليس لعربيٍ فضلٌ على عجميٍ إلا بالتقوى"، حتى إنّه اتّخذ بلال الحبشي رضي الله عنه ليكون مؤذّنه الخاص.
- كان يشاور أصحابه في الأمور جميعها، ورغم أنه مؤيدٌ بالوحي، إلا أنه كان يُطبّق المشورة بين الناس.
- إذا تكلم مع أحد من الناس، لم يكن يلتفت إليه برأسه فقط، بل كان يلتفت إليه بجسمه كله، ويستمع إليه، ولا يقاطعه، ويظهر اهتمامه به.
- في سلامه على الناس لم يكن يترك يد مُصافحه إلا إذا تركها الآخر.
- إذا رأى من أحد المسلمين خطأ، لم يكن يوجّهه أمام الناس ليحرجه، بل كان يخطب في الناس جميعاً ويعلّمهم الصحيح.
- كان يحترم الضيف، ويُجلسه في أفضل مكانٍ في بيته، ويكرمه، سواءً كان مسلماً أم كافراً.
- إذا دعاه أحدٌ إلى الطعام تناول الطعام، ودعا بالبركة لأهل بيته، مهما كان نوع الطعام.