طريقة حج أهل مكة
الحجّ
الحجّ الرُّكن الخامس والأخير من أركان الإسلام العظيم قال تعالى: "ولله على النَّاس حجُّ البيت من استطاع إليه سبيلًا ومن كفر فإنّ الله غنيٌّ عن العالمين" أي: لله على النَّاس فرضٌ واجبٌ هو الحجّ- حجُّ البيت الحرام في مكة المُكرَّمة-، ومن أنكر هذا الرُّكن أو تركه مع قدرته واستطاعته سمَّاه الله تعالى كافرًا؛ وهذا يدُّل دلالةً قاطعةً على وجوب الحجّ.
وقد فُرِض الحجّ على المسلمين في العام التَّاسع من هجرة النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى المدينة؛ وقد حجّ النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- بعد فرضها بعامٍ؛ أي في العام العاشر للهجرة، وهي حجّته الوحيدة لذلك سُميت بحجّة الوداع.
حكم الحجّ
الحجُّ فرضٌ بإجماع المسلمين؛ فهو أحد أركان الإسلام، ويجب على كُلِّ مسلمٍ مرّةً في العُمر لمن امتلك الاستطاعة، وفرض كفايةٍ على المسلمين كُلَّ عامٍ؛ أمّا ما زاد على حجِّ الفريضة في حقِّ أفراد المسلمين؛ فهو تطّوعٌ، قال -صلى الله عليه وسلم-: "الحجُّ مرّةً، فمن زاد فهو تطّوعٌ" رواه أحمد وغيره.
مواقيت الحجّ
مواقيت الحجّ المكانيّة هي الأماكن التي لا يُسمح للحاجّ بتجاوزها متّجهاً إلى مكة المُكرّمة دون أنْ يكون مُحرِمًا، وقد بيّنها الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- في حديث واضحٍ لابن عباس رضي الله عنهما؛ والحكمة من ذلك أنّ بيت الله الحرام ذو عظمةٍ وشرفٍ جعل الله له حِصنًا وهو مكة، وجعل له حمىً وهو الحرم، وللحرم حَرمٌ، وهو المواقيت التي لا يجوز تجاوزها إلا بالإحرام؛ تعظيمًا للبيت الحرام وهي:
- ذو الحليفة؛ ميقات أهل المدينة، وهو أبعد المواقيت عن مكة.
- الجُحفة؛ ميقات أهل الشّام ومصر والمغرب العربيّ وأهل المغرب، بالقُرب من رابغ.
- يلملم؛ ميقات أهل اليمن.
- قرن المنازل؛ أو كما يُعرف حاليًا بالسَّيل، ميقات أهل نجدٍ.
- ذات عِرقٍ؛ ميقات أهل العِراق وأهل الشّرق.
هذه المواقيت يُحرِم منها أهلها كما ذكرنا آنفًا، ويُحرِم منها من مرَّ بها من غير أهلها يريد حجًّا أو عُمرةً، ومن تجاوز الميقات من دون إحرام؛ فعليه العودة إلى الميقات الذي تجاوزه والإحرام منه؛ فهو واجب يمكنه تداركه ولا يجوز تركه؛ أما إن تجاوزه وأحرم من غيره؛ فعليه فدية يوزعها على مساكين الحرم ولا يأكل منها أبداً.
ميقات أهل مكة
ليس لأهل مكّة المُكرَّمة ميقاتٌ في الحجّ؛ إذ إنّهم يُحرمون بالحجّ من بيوتهم؛ فلا يحتاجون إلى الخُروج للميقات؛ ولكن في العمرة يجب عليهم الخروج للإحرام من أقرب ميقاتٍ إليهم، عدا ذلك فأهل مكة كغيرهم من حُجّاجّ بيت الله الحرام في جميع مناسك الحجّ.