كان الصحابي الجليل عبد الله بن أنيس من الأنصار السابقين إلى الإسلام، بايع النبيّ -عليه السلام- على الإيمان في بيعة العقبة الأولى، وكان النبيّ قد انتدبه لمهمّةٍ بمفرده؛ إذ كلّفه بقتل خالد بن سفيان، الذي بدأ يجمع العرب لقتال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فاستدعى الرسول عبد الله وأوكله بالمهمّة، ووصف له الرجل الذي سيقتله، فلمّا تنكّر عبد الله وجعل الخدع ليصل إلى الرجل تمكّن منه فقتله، فعاد إلى النبيّ متهلّلاً مستبشراً، فرضي له رسول الله ذلك، وأعطاه عصا، فتعجّب عبد الله من العصا، وسأل النبيّ عن سبب إعطائه إياها، فقال له رسول الله: (آيةٌ بَيْني وبَيْنَكَ يومَ القيامةِ إنَّ أقلَّ النَّاسِ المُتخِّصرونَ يومَئذٍ)،[1] فاحتفظ بها عبد الله حتى مات، ووضعت معه في كفنه.[2]
تبنى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- زيداً -رضي الله عنه- في الجاهلية قبل الإسلام، وكان زيد مولى للسيدة خديجة رضي الله عنه، فأهدته لرسول الله، وبعد حينٍ جاء والده للبحث عنه في مكة، فعرفه فطلب إلى النبيّ أن يشتريه منه، فأخبره رسول الله أنّه عائدٌ له إن كان قد اختاره دون أن يبتاعه، وإن أحبّ البقاء مع النبيّ فله ذلك، فكان اختيار زيد -رضي الله عنه- المكوث مع النبيّ -عليه السلام-، ففضله على والده، فسُرّ النبيّ باختيار زيد وأعلن تبنّيه له.[3]
طلب رسول الله علياً ذات يوم، فأخبرته فاطمة أنّه قد غاضبها ولم يقِل في البيت، فأرسل رسول الله من يبحث عنه، فوجده راقداً في المسجد، فجلس رسول الله بقربه، وبدأ يإيقاظه مداعباً له بقوله: (قُمْ أبَا تُرَابٍ، قُمْ أبَا تُرَابٍ).[4][5]